نوافذ (بوتلميت)ــ احتضنت مدينة بوتلميت مساء اليوم السبت ندوة علمية عن التعليم من المحظرة إلى المدرسة : شهادات وتجارب، شارك فيها وزراء سابقون، ودكاترة، وحقوقيون، وذلك ضمن فعاليات اليوم الأول من أيام أبي تلميت الثقافية، التي ترعاها الوزيرة السابقة الناها بنت هارون ولد الشيخ سيديا .
وفي كلمة افتتاح الندوة قالت بنت الشيخ سيديا إن الإنسان تفطن منذ القديم لدور التعليم في المواطنة، باعتبار التربية على المواطنة في حقيقتها عملية مستمرة، تتضمن موضوع التربية والتعليم، وتُركز على المواطنة في علاقتها بالإنسان والمجتمع، والبيئة، والوطن، انطلاقا من كون الفرد يعيش دائما ضمن جماعة ولا يعيش منعزلا في أية مرحلة من مراحل حياته، وهو ما يستدعي مثل هذه الوقفة.
وأضافت الوزيرة السابقة في الندوة التي أدارها الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله أن الموريتانيين أسسوا على ظهور العيس جامعة متنقلة ، داحضين بذلك الافتراض الشائع في المشرق أن التعليم ظاهرة مدنية لأن المدينة لا البادية هي التي تسطيع دعم الدارسين اقتصاديا ، وتوفير المتطلبات الثقافية لهم .
وأكدت الناها بنت الشيخ سيديا أن المحظرة حققت لموريتانيا ما لم تحقق لها سفاراتها في العالم مجتمعة ، وتمكنت بوسائل بسيطة ومحدودة من الصمود في وجه الغزو الثقافي ، والمسخ الحضاري ، مُساهمة بذلك في التشبث بالهوية والخصوصية، بوسائل وطرق بسيطة ، فنقل المعارف فيها لا يتطلب أكثر من شيخ ، ولوح ، وقلم ، ودواة ، وخيمة أو عريش .
ونبهت الوزيرة السابقة إلى أن معهد الدراسات الإسلامية في بوتلميت مثّل القنطرة التي عبرت بها موريتانيا من التعليم المحظري إلى التعليم المعاصر حيث كان التفكير في إنشائه سنة 1947م حدثا غير عادي في موريتانيا وغرب إفريقيا، بل كان إيذانا بانطلاق مسيرة جديدة من أجل تحديث المحظرة وتطوير وسائلها.
وأكدت الوزيرة أنه مع موريتانيا الجديدة كان وعي رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بمحورية التربية في بناء الإنسان، بارزا من خلال تعهده في برنامجه الانتخابي "تعهداتي" بالشروع " دون تأخير في تنفيذ الإصلاحات الضرورية لإرساء قواعد المدرسة التي نحلم بها جميعا لأجيالنا الصاعدة ".
واعتبرت الوزيرة أن الندوة ستشكل فرصة للاستفادة من هذا التاريخ المشرق ومن التجارب الذاتية للمشاركين التي ستكون دون شك مشعلا ينير دروب الحياة لجيل الغد ، مؤكدة أن جمعهم المبرور لن يتفرق قبل أن يتحفنا بما ننفض بها الغبار عن مآثرنا الحميدة، ونتزود به في رحلة الخلاص الوطني، شاكرة لهم تجشمهم عناء السفر ومتمنية لهم إقامة سعيدة .
بعد كلمة الافتتاح تعاقب المحاضرون على المكروفون متحدثين عن تجربتهم مع المدرسة الجمهورية ، ورؤيتهم لاستعادتها دورها في الحياة التربوية .
وعلى هامش الندوة تم تسليم درع تكريمي مع مبلغ نقدي رمزي
أحد الذين سخروا أعمارهم لخدمة للمدرسة الجمهورية للأستاذ محمد ولد مسعود ولد آميجنات المدير السابق لثانوية الميناء، تقديرا لما قدمه للتعليم في موريتانيا.