دعوكم من سياسة الكيل بمكيالين في قضايا الإعتداء على الصحفيين / عزيز الصوفي

اثنين, 22/02/2016 - 13:56

على الأحزاب السياسية أن تبتعد عن تسييس القضايا الإعلامية، وتحويلها عن مسارها الطبيعي، فالزميل وديعه ليس رجل سياسية، وليس قياديا في أحد الأحزاب المعارضة تم القبض عليه، أو مضايقته.. وإنما هو صحفي أقدمت السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية "الهابا" على إيقاف برنامجه "في الصميم" بحجة أنه "خرق قواعد المهنة الصحفية، وسعى إلى بث الكراهية والتفرقة بين المواطنين..."أو كما قال أحد أعضاء (الهابا).

وقدمت "الهابا" في بيانها مبررات لتلك الخطوة، لكنها غير مقنعة في مجملها بالنسبة لي شخصيا، لأن "الهابا" غيبت التشاور مع النقابات الجادة حول الموضوع قبل مصادرة البرامج التلفزيونية والإذاعية..

ومهما يكن فإن على الأحزاب السياسية أن تترك القضية للصحفيين فهم أدرى بها، وأجدر بتسويتها بعيدا عن الصراعات السياسية بين النظام والمعارضة.

دعوكم من سياسة الكيل بمكيالين في التعاطي مع قضايا الإعتداء على الصحفيين، فلم نجد أبدا أحزاب المعارضة تتسابق ببياناتها لدعم أي صحفي من الصحافة التى تمت جرجرتها مؤخرا إلى القضاء، وتم قمعها ومنعها من أداء واجبها المهني، فأين تضامنكم مثلا مع الصحفي زايد الذي تمت مصادرة برنامجه "صحراء توك" ظلما وعدوانا، وهو البرنامج الذي ما زال متوقفا حتى الآن، رغم اتساع دائرة متابعيه، فقد اكتفيتهم حينها ببيانات خجولة، ولم تنظموا أي زيارة تضامن لمقر "صحراء ميديا"..، ثم أين تضامنكم مع الصحفي عبد الله ولد سيديا عندما منع من أداء واجبه المهني وتم تهديده من لدن أمن الدولة، ولماذ تجاهلتم استقالة نائب نقيب الصحفيين الموريتانيين محمد ولد سيد اعبيد من منصبه في قناة الموريتانية رفضا للتهميش والظلم؟

وأين تضامنكم مع الزميل مولاي ولد ابحيده عندما هوجم من طرف أقرباء الوزير ولد أهل داوود، وكان سيتم ضربه من طرف "سفهاء القبيلة"؟

وأين تضامنكم مع الزميل عبد المجيد ابراهيم عندما تمت جرجرته إلى القضاء من طرف والى لبراكنة؟ وأين تضامنكم مع المهدي ولد لمرابط، وسيدي ولد عبيد، وسيدي محمد ولد بوجرانه...وآخرين

لم يتم التضامن حينها معهم، وعزفت بعض المؤسسات الإعلامية المحسوبة على المعارضة عن نشر البيانات المنددة بالإعتداء عليهم.

وختاما فإنني أجدد رفضي التام لمصادرة برنامج "في الصميم"، ومن قبله برنامج "صحراء توك"، كما أعلن مرة أخرى تضامني التام مع الزميل وديعه، وأطالب بإبعاد الموضوع عن التخندق السياسي، وتركه للصحفيين والنقابات الصحفية.

كما أدعو جميع الصحفيين إلى التوحد ونبذ التشرذم والخلاف، ورفض مصادرة الحريات أو التضييق على الصحفيين أثناء تأدية واجبهم المهني.