نوافذ (نواكشوط) ــ نظم حزب الانصاف الحاكم في موريتانيا مساء السبت 19 نوفمبر 2022م بقصر المؤتمرات بنواكشوط الغربية مهرجانا شعبيا حضره وزراء حاليون وسابقون، وسفراء وسياسيون بارزون، أعلن فيه إطلاق موسم الحزب السياسي لسنة 2022 / 2023 تحت عنوان “الانصاف خيارنا”.
التوقيت
مهرجان الانطلاق الذي جاء بعد أيام من الإعلان عن التشكيلة الجديدة للجنة الانتخابات، وبعد أيام كذلك من الزوبعة التي أثارتها مبادرة خارجة عن السياق الحزبي قادها أحد السفراء الموريتانيين ، اختير له شهر نوفمبر الذي فيه انطلقت موريتانيا الحديثة ، وكان لافتا تزامنه مع عودة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز إلى موريتاانيا بعد أسابيع من مغاردته لها في رحلة علاج قادته لفرنسا !!!
المؤكد أن التوقيت كان سياسيا بامتياز ...وربما كانت له رمزيته التي اكتسبها من ظرفه الزمني العام ــ شهر نوفمبر ــ ومن توقيته الخاص كونه يتزامن مع توقيت أزمة المرجعية التي أثارها الرئيس السابق إثر عودته من سفره الأول بعد مغادرته السلطة .
فهل كان تزامن المهرجان مع عودة عزيز صدفة أم أن وراء الأكمة ما وراءها ؟
غاب ولد محّم وحضر ولد بايه
رسائل الغياب والحضور كانت بارزة في مهرجان انطلاق "الإنصاف" ، ففي حين حضر رؤساء سابقون للحزب أو لسلفه ، وجلسوا في المقدمة ــ السلطان وولد محمد الأمين ــ كان لافتا غياب رئيس الحزب السابق سيدي محمد ولد محم عن التظاهرة.
في مقابل غياب ولد محم ــ المبهم ــ كان ملفتا حضور رئيس الجمعية الوطنية الشيخ ولد بايه وجلوسه عن يمين رئيس الحزب، في لوحة تحمل أكثر من دلالة، خاصة حين نتذكر أن ولد بايه لم يحضر أي نشاط حزبي بهذا المستوى منذ مغادرة صديقه للسلطة ، ما جعل كثيرين يطرحون فرضية حدوث تفاهمات دفعت ولد باهيه للحضور، وجعلت صديقه يعود مطمئنا إلى موريتانيا، بعد أيام من إعلانه التحالف خارج الحدود مع حركة "أفلام " .
الخوف خير من الود
مهرجان الانطلاقة شهد حضورا معتبرا رأى مراقبون فيه نتيجة منطقية لسياسة العصا التي رفعها الحزب في وجه مناضليه المارقين قبل أيام، والتي جعلت كثيرا منهم يحك غضبه في جلده متذكرا أنه حين يشمر الراعي عن ساعده ليحلب التيس فإن ذلك يعني أنه في طريقه إلى أنثى الماعز .