المرحلة الحالية التي تعيشها موريتانيا مع الانفتاح الكبير الذي أرسى دعائمه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني تتسم بالدقة، وتحتاج بصفة مستعجلة إلى صيانة المكتسبات، وتسريع وتيرة الإنجازات، والاستغلال الأمثل للوقت من أجل تجسيد التعهدات الكبرى التي قدم بها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني نفسه للشعب الموريتاني كمرشح للإجماع الوطني. لقد تضمن برنامج "تعهداتي" رؤية تنموية شاملة ومشروعا وطنيا جامعا يحتاجه الموريتانيون من أجل تجاوز ظرفية محلية وإقليمية ودولية صعبة ألقت بظلالها على عموم الكرة الأرضية. وكان حظ الدول النامية من آثارها صعبا وقاسيا ويحتاج التعافي منه لحلول مبتكرة وصرامة في المتابعة ودقة في التنفيذ.
ومن هذا المنطلق فإنه يجب على رئيس الجمهورية وهو صاحب القرار الأول في البلاد أن يختار بعناية رجال المرحلة المقبلة من المأمورية الرئاسية الحالية على أساس الكفاءة والتجربة الميدانية فكل دقيقة تضيع دون استغلال تضيع معها فرصة لا تعوض لتحقيق شيء على الأرض يستفيد منه الشعب الموريتاني في التحسين من ظروف حياته التي أثقلها ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية والمحروقات وتدني القدرة الشرائية وانخفاض مستوى الأجور.
ولا يسعني هنا إلا أن أشيد بالدور البارز الذي لعبه وزير الداخلية الحالي محمد أحمد ولد محمد الأمين في امتصاص خلافات الساسة التي كادت تعرقل المسار الانتخابي وتخلط أوراقه تخليطا لا يخدم مصلحة الرئيس ولا الوطن، فله جزيل الشكر على جهوده القيمة التي أفرزت لجنة مستقلة للانتخابات تتناسب مع تحديات المرحلة من حيث الكفاءة والتجربة ومن حيث مستوى التمثيل.
وفي هذا السياق فإنني أقول للسيد رئيس الجمهورية إن موريتانيا لديها من الكفاءات الوطنية النظيفة ما يمكنها من تجاوز المرحلة الحالية والعبور بأمان إلى المستقبل، ومن هؤلاء دون شك الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية الدكتور مولاي ولد محمد الأغظف، ومنهم القائد السابق لأركان الجيوش الوطنية ومدير الأمن الوطني الفريق محمد ولد بمب ولد مكت، وغيرهم كثير.
وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين.
*د. يوسف ولد حرمة ولد ببانا*