رسالة مفتوحة إلى فخامة رئيس الجمهورية
السيد/ محمد ولد عبد العزيز/ حفظه الله
رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية
الموضوع: تأسيس "مجمع اللغة العربية الموريتانيّ".
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...وبعد،
فيشرفني أن أقترح على فخامتكم التوجيه - من أعلى سلطة في الدولة - بتأسيس مجمع لغويّ موريتانيّ يكون ضمن اختصاصاته، السهر على سلامة لغة القرآن الكريم وتنميتها ونشرها...
ولا يخفى على سيادتكم ما تبذله مجامع اللغة العربية، في الوطن العربيّ، من جُهودمحمودة في مجال حماية اللغة العربية، وتنميتها، وتطويرها، والحرص على سلامة المُتداوَل منها.تتمثل هذه الجهود – بصفة خاصّة – في صناعة المعاجم اللغوية، وإعداد البحوث التي تُعْنَى بالقضايا اللغوية، ووضع المصطلحات العلمية واللغوية، والتوسّع في تحقيق التّراث العربيّ، وغير ذلك من الأنشطة الفكرية والثقافية .
وقد ساهمتْ هذه المجامع، بمستويات متفاوتة، في التصدّي للكثير من التحدّيات التي تواجهها اللغة العربية، وذلك بالتعاون مع المنظمات والجمعيات العربية الناشطة في مجال خدمة اللغة العربية .
ولا بدّ من التنويه، في هذا المجال، بالدور الذي تقوم به الجمعيات المنتشرة في الأقطار العربية، تحت مسمّيات مختلفة – لا يتّسع المقام لذكرها بالأسماء – من أجل التعريب الشامل، وحماية اللغة العربية، والدفاع عنها، والعمل على استعمالها في التدريس والإدارة والإعلام، وفي جميع المرافق الحيوية. دون أن أنسى الجهود الخيِّرة التي يبذلها الغُيُرُ على اللغة العربية، من أبناء الأمّة، لتحقيق الأهداف المشار إليها.غير أنّ المسؤولية الملقاة على العرب اليوم، للدفاع عن لغتهم – لغة القرآن الكريم – لا يمكن أن يتحمّلها وينوءَ بثقلها، إلّا مؤسّسات قوية، تتوفّر على الأموال اللازمة، والعناصر البشرية ذات المهارات اللغوية.
والمُلاحَظ أنّ موريتانيا، ذات التاريخ المجيد ، والحاضر المُشرِق، والمستقبَل الواعِد، والثقل اللغويّ والتراثيّ، هي الوحيدة من بين دول اتحاد المغرب العربيّ، التي لم تبدأ – حَسَبَ عِلمي – في اتّخاذ الإجراءات اللازمة لتأسيس مجمعها اللغويّ، في الوقت الذي توجَد فيه مجامع للغة العربية – بمسمّيات مختلفة – في كلٍّ من : تونس، والجزائر، وليبيا، والمغرب. مع ملاحظة أنّ " أكاديمية محمد السادس للغة العربية " لم تُجسَّد بعدُ على أرض الواقع، على الرُّغم من أنّ الظهير الشريف – بمثابة قانون- المؤسِّس لها صَدَرَ منذفترة .
ثمّ إنّ موريتانيا من الدول القلائل، على مستوى الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، التي لم تتخذ بَعْدُ مبادرة في هذا الاتّجاه. حيِث توجَد مجامع للغة العربية – بمُسمّيات مختلفة - في كُلٍّ من: مصر، وسورية، والعراق، والسودان، والأردن، وفلسطين، ولبنان...
وحبّذا لو قامت موريتانيا بتأسيس مجمع للغة العربية، يكون من بين مشروعاته وبرامجه-بالإضافة إلى ما ذُكِر- إعداد معجم للألفاظ العامة المستعملة في بلادنا، يساعد على تفصيح " الحَسَّانِية "، وإدخال السليم منها في المعاجم العربية الحديثة...
لقد آنَ الأوانُ، سيادة الرئيس، لتأسيس مجمع اللغة العربية الموريتانيّ، ليأخذ مكانه بين المجامع العلمية واللغوية العربية، ويشارك فيما يُبذل من جهود في المجالات المذكورة.
إنّ وجود مجمع لغويّ موريتانيّ بين هذه المجامع، يشبه – إلى حدّ كبير – وجود علمنا الوطنيّ بين أعلام الدول العربية. ونحن حريصون على أن يظلّ علمنا يرفرف خفاقا، في الأماكن التي نريد أن نثبت فيها وجودنا. ولابدّ من إثبات وجودنا العلميّ والفكريّ والثقافيّ، من خلال وجود مؤسّسات موريتانية بين نظيراتها العربية.
وتفضلوا، فخامة الرئيس، بقبول فائق التقدير والاحترام والمحبة.
أخوكم الموريتانيّ/ إسلمو ولد سيدي أحمد (كاتب وخبير لغويّ، باحِث في مجال قضايا اللغة العربية والتعريب والترجمة والمصطلح وصناعة المعاجم المتعددة اللغات).
العنوان الإلكترونيّ: [email protected]