موريتانيا في شهر التوعية ضد السرطان ...غضب يقوده مشاهير ..ووزراء يكتفون بالتدوين والإشهار

اثنين, 31/10/2022 - 17:49

نوافذ (نواكشوط ) ــ بعد ساعات قليلة تطوى صفحة الشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي ، ذلك الشهر الذي مثل ظرفا زمانيا لمبادرة عالمية بدأ العمل بها على المستوى الدولي في أكتوبر 2006 حيث تقوم مواقع حول العالم باتخاذ اللون الزهري أو الوردي كشعار لها من أجل التوعية بمخاطر سرطان الثدي، كما تنظم خلال الشهر حملة خيرية دولية من أجل رفع التوعية والدعم وتقديم المعلومات والمساندة ضد هذا المرض.

في موريتانيا كان الأمر مختلفا حيث مرّ الشهر دون تنظيم أي احتفالات رسمية ضد السرطان، رغم كون وزارتين على الأقل من وزارات الجمهورية معنيتان بالأمر هما وزارة الصحة ووزارة العمل الاجتماعي، الأولى بوصفها الوزارة المكلفة بالسهر على صحة المواطنين، والوزارة التي تسير مركزا لمكافحة السرطان تبلغ الميزانية السنوية له 28738853، كما تملك ميزانية للاحتفال بالمناسبات الصحية تبلغ عشرين مليون أوقية . 

أما الوزارة الثانية فتعنى بالمعوزين والمهمشين، وبالمرأة التي يعتبر شهر أكتوبر ظرفا زمانيا للتوعية ضد أبرز الأمراض المتربصة بها . 

صرخة ابتسام تشعل فتيل الاحتجاج 

أكتور الوردي فجر ثورة قادها مشاهير ضد السياسة الصحية بموريتانيا، فبعد الفيديو الذي سجلته الصحفية ابتسام يحي ــ شفاها الله ــ والذي دقت فيه ناقوس الخطر، محذرة من انتشار مخيف للسرطان مع غياب أي وجهة صحية تحتضن المصابين به، اشتعل فتيل الاحتجاجات ضد السياسات الصحية والاجتماعية ، وهي الاحتجاجات التي قادها مشاهير بينهم نواب، وسياسيون، وكتاب صحفيون بارزون ، وفي هذا الباب كتب جميل منصور: 

"ما حدث في مستشفى الأنكلوجيا وما يعانيه مرضى السرطان هناك تفريط وتقصير، وتعريض أنفس بشرية للهلاك ، متى نتحمل المسؤولية ونتحملها قبل فوات الأوان، هل سمعتم ما تفضلت به الصحفية ابتسام "

أما الصحفي عبد الله ولد أشفاغ المختار فكتب: جميل أن يتدخل ولد الغزواني شخصيا لتسوية مشكل خطير في مستشفى الأنكلوجيا، لكن قبيح أن يصل الأمر أصلا لرئاسة الجمهورية، مع أن القطاع الوزاري المعني يملك الصلاحيات وميزانيات ضخمة " . 

النائب محمد الأمين ولد سيدي مولود كتب: " آخر جهاز علاج في الأنكلوجيا تم 2015م وقبله آخر سنة 2010م ..." 

أما الكاتب الصحفي عبد الله ولد سيديا فكتب : "من باب العلم بالشيء جهاز الأشعة في مستشفى السرطان الوحيد في موريتانيا ما زال متعطلا وما زال وزير الصحة في مكانه وما زال يتحدث بكل ثقة عن الرخاء والنماء وباقي الفطانكيات . " 

وزراء يردون بالتدوين والإشهار 

غضب مشاهير السياسة والبرلمان وسدنة القلم في شهر التوعية ضد السرطان ، لم يتم الرد عليه بلغة الأرقام ولا الأفعال، وإنما اكتفى الوزراء المعنيون بلوك الحروف، والبهرجة ، حيث خرج وزير الصحة المختار ولد داهي مجادلا جميل منصور بتساؤلات حائرة، فيما اكتفت وزير العمل الاجتماعي صفية بنت انتهاه ــ القطاع الوصي على النساء ــ بفاصل إشهاري لشركة خارجية التقطت صورة مع مديرها ودبّج لها فيه مستشاروها قصيدة نثرية ضعيفة السبك، مخلخصة المبنى . 

وزراؤنا ووزراؤهم 
 حين نتحدث عن الفعل والتفاعل مع القضايا العامة من قبل صناع القرار ببلادنا ، نتذكر التفاعل المختلف لنظرائهم في البلدان المجاورة، ولعل آخره ما حدث في السادس والعشرين من الشهر مايو الماضي حين 

أقال الرئيس السنغالي ماكي سال وزير الصحة عبد الله ضيوف سار، بعد وفاة 11 طفلا إثر حريق شب في جناح حديثي الولادة بأحد المستشفيات ، ــ رغم كون الحادث خارج عن إرادته ــ وعيّن ماري نجوم ندياي وكيل عام الوزارة مكان الوزير المقال.

هذا ودأبت موريتانيا في السنوات الماضية على تنظيم فعاليات رسمية في شهر أكتوبر، تستهدف التوعية ضد سرطان الثدي ، يترأسها وزراء ، ويحضرها مسؤولون سامون .