خطاب وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد محمد الأمين ولد آبي ولد الشيخ الحضرمي في افتتاح الدورة الخامسة للمؤتمر الوزاري لدول الحوار 5+5 لغرب المتوسط حول البحث والابتكار والتعليم العالي:
معالي الوزراء ورؤساء الوفود؛
السادة الحضور؛
معالي وزراء التعليم العالي والبحث العلمي في دول الحوار 5+5؛
السادة رؤساء الوفود؛
سعادة السفراء؛
السادة الخبراء؛
السادة الحضور؛
اسمحوا لي في البداية أن أرحب بكم أحر ترحيب في موريتانيا وأن أتنمى لضيوفنا الكرام، مقاما سعيدا بين ظهرانينا في هذا اللقاء الذي يتزامن مع ذكرى عيد المولد الشريف وما يصاحبها من أفراح.
وإنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن نجتمع اليوم في نواكشوط في الدورة الخامسة للمؤتمر الوزاري لدول الحوار 5+5 حول البحث العلمي والابتكار والتعليم العالي، الذي يلتئم حضوريا بعد الدورة الأخيرة للمجلس
الوزاري بروما في إيطاليا، وبعد انحسار الأزمة العالمية الناجمة عن جائحة كورونا وتداعياتها الخطيرة على الصحة العالمية.
معالي الوزراء ورؤساء الوفود؛
السادة الحضور؛
لقد أوصت القمة الثانية لرؤساء دول وحكومات الحوار 5+5، المنعقدة في لافاليت بمالطا سنة 2012، بتفعيل هذا الفضاء كإطار للشراكة في مجال البحث العلمي والابتكار والتعليم العالي تعزيزا للتعاون واللحمة الاجتماعية ودفعا لتشغيل الشباب وللتنمية المستدامة في غرب المتوسط. ومن هذا المنطلق، أولت بلادنا أهمية كبيرة للنهوض بفضائنا المشترك، من خلال العمل بتوصيات قمة لافاليت والحرص على التمثيل بأعلى المستويات في كافة الدورات الوزارية للحوار، بدء بالدورة الأولى بالرباط ومرورا بدورات مدريد وتونس وروما؛ وأيضا من خلال المشاركة في الأنشطة وخطط العمل المنبثقة عن هذه اللقاءات.
معالي الوزراء السادة الحضور
يشكل النهوض بالبحث العلمي والابتكار والتعليم العالي، بوصفها أدوات للتنمية والازدهار لا غنى عنها، إحدى أولويات الحكومة الموريتانية ومرتكزات أساسية في خططها وبرامجها التنموية.
وهكذا، وتنفيذا لتعهدات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ولتعليمات معالي الوزير الأول للحكومة، تم خلال السنوات الثلاث الأخيرة التركيز على وضع الاستراتيجيات المتوسطة المدى، خاصة في مجال البحث العلمي والتعليم العالي، حيث أصبحت موريتانيا، ولأول مرة في تاريخ البلاد، تتوفر على إستراتيجية وطنية للبحث العلمي والابتكار في أفق 2026 وأخرى للتعليم العالي في أفق 2030، تحددان الأهداف والأولويات الوطنية في المجال وترسمان خطط الوصول إليها. كما تم إنشاء العديد من الآليات الكفيلة ببلوغ الأهداف المرسومة، كالوكالة الوطنية للبحث العلمي والابتكار المخصصة لدعم وتنفيذ مشاريع وبرامج البحث العلمي، وهي مؤسسة ناشئة، نتطلع إلى مواكبة الشركاء لها ودعمها. وقامت بلادنا أيضا باستحداث صندوق وطني لتمويل البحث العلمي والابتكار، إضافة إلى إنشاء نظام خاص بسلك
الباحثين ومراجعة وتحديث الترسانة القانونية المنظمة للتعليم العالي والبحث العلمي.
معالي الوزراء ورؤساء الوفود؛
السادة الحضور؛
إن إقرار هاتين الإستراتيجيتين والإجراءات والقرارات التي تم اتخاذها من طرف موريتانيا في سياقهما، يتقاطع مع الخطط والبرامج المشتركة للنهوض بالبحث العلمي والابتكار والتعليم العالي الواردة في إعلان روما فِي بَرنَامَج العَمَل المتوسطي للفَترَة 2019-2021، والذي حدد اهتِمَامات بلداننا المشتركة في المجال، وخططها لمُوَاجَهَة الحاضر ورَفْعِ تَحَدِّيَات المستقبل، أساسا في التَّشْبِيك، وتَرقِيَة تَعلِيم المُقَاوَلاَتِيّة ورِيَادَة الأَعمَال، ونَقْلِ التِّكْنوُلُوجِيَا، والقُدْرَة علَى تَسْيِير المِلكِيَّة الفِكْرٍيَّة، والحَوْكَمَة، وضَمَان الجَوْدَة، وتَعزِيز القُدُرَات في الاقْتِصَاد الأَزْرَق، و التَّكْوِين المدمج؛ وهي كلها محاور بارزة في الإستراتجيتين، والتي نأمل أن تحظى باهتمام آفاق التعاون بين دول الحوار، بشقيه المشترك والثنائي.
معالي الوزراء ورؤساء الوفود؛
السَّادة الحضور؛
إن موريتانيا، شأنها في ذلك شأن كافة دول الحوار 5+5، تعول على هذا الفضاء لتعزيز ذلك التَّعَاوُن فِي مَجَالاتِ البَحْثِ والابْتِكَار والتَّعلِيم العاَلِي مِن أَجْلِ تَرقِيَة النُّمُو الاقْتِصَادِي المُسْتدَام والاِنْدِمَاج الاجْتِمَاعِي وخَلقِ فُرَصٍ جَدِيدَة للشَّبَابِ في مِنطقتنا، الذي أنشأت بلادنا مركزا خاصا بدعم تشغيله على مستوى جامعة نواكشوط. ويُسْعِدُنِي بهذا الخصوص، أَن أُؤَكِّدَ لَكُم، بِاسمِ الحُكُومَة الموريتانية، استمرار اِلْتِزَامَنَا بالعمل من أجل تحقيق الأهداف التي قام من أجلها هذا الحوار في جو يسوده التَّعَاوُن والشَّرَاكَة والحرص على توطيد أواصر التَّضَامُن بَين بُلْدَانِنَا وبينها مع شُرَكَائِنَا.
معالي الوزراء ورؤساء الوفود؛
السادة الحضور؛
لقد استلمت موريتانيا عقب مؤتمر روما 2019 الرئاسة الدورية للمؤتمر الوزاري في فترة تزامنت مع جائحة كورونا والتعقيدات التي نجمت عنها. ومع ذلك، فقد حرصت بلادنا على أن تنعقد اجتماعات كبار الخبراء في آجالها حيث تم في هذه الفترة التئام 5 لقاءات، أحدها جرى
حضوريا. وقد مكنت هذه الاجتماعات من إعداد مشروع إعلان نواكشوط الذي سيعرض عليكم خلال الدورة الحالية للمصادقة عليه، إضافة إلى مشروع خطة عمل للسنتين القادمتين.
ولا يسعني هنا، إلا أن أشكر مجموعة الخبراء التي أعدت هذه الوثائق على ما بذلته من جهد خلال فترة رئاستنا لمتابعة تنفيذ خطة عمل روما 2019ـ2021 وإعداد خطة عمل نواكشوط 2022ـ2024 وتحضير وثائق المؤتمر.
كما أعرب عن شكري العميق لإيطاليا على الجهود المقدرة التي قامت بها في إطار الرئاسة المشتركة مع موريتانيا وعن تثميني لاهتمام شركائنا في المُفَوِضِيّة الأُورُوبِيّة واتِّحَاد المَغْرَب العَرَبِي والاتِّحَاد مِن أَجْل المُتوَسِّط والمتجسد في دعمهم المتواصل لفضاء الحوار 5+5 لغرب المتوسط.
وفي الأخير تقبلوا، معالي الوزراء ورؤساء الوفود، أصدق عبارات الشكر والامتنان على تجشمكم عناء السفر لحضور هذا المؤتمر والمشاركة فيه رغم مشاغلكم الجمة.
أرجو لأعمالنا النجاح وأتمنى لكم طيب المقام في موريتانيا.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.