ولد محمد حسين هيكل عام 1923، في إحدى قرى محافظة القليوبية، شمال القاهرة وعمل في الصحافة منذ عام 1942، وظل هيكل رئيسا لتحرير جريدة "الأهرام" المصرية 17 عاما، منذ عام 1957 حتى عام 1974.
قضى هيكل أكثر من 70 عاما عاملا بالصحافة. وخلال رحلة طويلة بين الصحافة والسياسة كان صديقا مقربا لملوك ورؤساء أبرزهم في حياته المهنية عبد الناصر وبينهم الملك عبد الله أول من حكم الأردن وأحمد بن بلة أول رئيس للجزائر بعد استقلالها عام 1962 ومحمد رضا بهلوي آخر حكام إيران وآية الله الخميني زعيم الثورة الإيرانية التي أنهت حكم الشاه عام 1979.
وعبر تلك الرحلة تولى هيكل مهام ومناصب صحافية وسياسية. وخلال عمله وزيرا للإرشاد القومي في عهد عبدالناصر أسند إليه الإشراف على وزارة الخارجية لفترة وجيزة.
وعمل هيكل كذلك مراسلا في دول منها إيران التي كانت موضوعا لكتابه الأول "إيران فوق بركان" عام 1951 ثم كتب بالإنجليزية عن إيران كتاب "عودة آية الله" عام 1982 والذي ترجم إلى العربية بعنوان "مدافع آية الله".
وكانت المحطة الأبرز في مسيرة هيكل الصحافية حين انتقل عام 1957 من رئاسة تحرير مجلة "آخر ساعة" الأسبوعية التي تصدر عن مؤسسة أخبار اليوم إلى رئاسة تحرير صحيفة "الأهرام".
ومنذ العاشر من أغسطس 1957 ظل يكتب مقاله الشهير "بصراحة" في العدد الأسبوعي من الأهرام كل يوم جمعة واستمر في كتابته حتى الأول من فبراير 1974 حين ترك الأهرام بقرار من الرئيس الراحل أنور السادات وتفرغ لكتابة الكتب والمقالات.
وحاور هيكل أغلب الرموز السياسية والثقافية والفكرية في القرن العشرين ومنهم عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين والقائد البريطاني الفيلد مارشال برنارد مونتجمري والزعيم الهندي جواهر لال نهرو وصدرت هذه المحاورات في كتابه "زيارة جديدة للتاريخ".
كان هيكل مستشارا لعبد الناصر حتى رحيله يوم 28 سبتمبر 1970 وأصدر عنه كتبا تدافع عن مشروعه للوحدة العربية ومنها "لمصر لا لعبد الناصر" ثم اختلف مع السادات بعد حرب أكتوبر 1973.
وفي سبتمبر 1981 أمر السادات باعتقال هيكل ضمن حملة شملت 1536 معارضا حزبيا وصحافيا ظلوا رهن الاعتقال إلى ما بعد اغتيال السادات بأيدي إسلاميين متشددين في السادس من أكتوبر 1981.
وكتب هيكل شهادته على عصر السادات في كتابه "خريف الغضب" الذي أغضب محبي السادات لتعرضه فيه لبشرة والدته ست البرين السمراء. وصدرت لهيكل عشرات الكتب التي تجمع بين التوثيق والتأريخ والشهادة ومنها "بين الصحافة والسياسة" و"حرب الخليج.. أوهام القوة والنصر" و"الخليج العربي.. مكشوف" و"الإمبراطورية الأمريكية" و"المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل" في ثلاثة مجلدات تتتبع المسار التاريخي للمفاوضات. وحمل المجلد الأول عنوانا فرعيا هو "الأسطورة والإمبراطورية والدولة اليهودية" والثاني "عواصف الحرب وعواصف السلام" والثالث "سلام الأوهام.. أوسلو - ما قبلها وما بعدها" حيث عارض اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين وإسرائيل وكتب مقدمة كتاب "غزة - أريحا.. سلام أمريكي" للمفكر الفلسطيني إدوارد سعيد.
وسجل هيكل جوانب من تفاصيل وخلفيات الحروب العربية- الإسرائيلية على ضوء الصراع الدولي في ثلاثة كتب تحت عنوان "حرب الثلاثين سنة" وحمل المجلد الأول عنوان "ملفات السويس" والثاني "1967.. سنوات الغليان" والثالث "أكتوبر 73.. السلاح والسياسة".
وحين بلغ عامه الثمانين في 2003 كتب سلسلة مقالات عنوانها "استئذان في الانصراف.. رجاء ودعاء وتقرير ختامي" ولكنه كان يكتب بين حين وآخر عن رحلة أو تجربة في صحف ومجلات منها "الكتب.. وجهات نظر" بالتوازي مع تركيز الاهتمام في برنامج "مع هيكل.. تجربة حياة" على مدى سنوات في قناة الجزيرة.
وقدم هيكل في البرنامج التلفزيوني شهادته على العصر من خلال سيرته المهنية حيث أعطى لكل مجموعة من الحلقات اسما دالا على الظرف التاريخي لها ومنها "زمان الحرب" و"أيام يوليو" عن ثورة 23 يوليو 1952 التي أنهت الحكم الملكي في مصر و"طلاسم 67" عن حرب يونيو 1967.
وأعلنت قناة الجزيرة بث حلقات عن حرب أكتوبر 1973 وأذيعت مقاطع من الحلقة الأولى التي كان مقررا أن تذاع يوم الجمعة 14 يناير 2011 ولكن هروب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في ذلك اليوم أجل بث الحلقة ثم اندلعت الاحتجاجات الشعبية في مصر في 25 يناير 2011 فلم تذع الحلقات.
س.ص/ م.ب