علينا أن ندرك أن ميراث الكورونا ليس بالأمر السهل الذي يمكن التخلص منه في حدود أشهر أو حتي أعوام وليس بالبسيط الذي يمكن القضاء عليه ببرنامج إصلاحي مختص .. بل إنه نكسة في كل مفاصل اقتصادات الدول خصوصا النامية منها.
إن برنامج الإقلاع الوطني الذي أعلن عنه سابقا فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني جاء من عصارة الخبرة مستهدفا صميم الواقع، ليس في توقيته المميز للإقلاع، بل في تفاصيله الشاملة الكاملة بحول الله ولهذا أردت التفصيل فيه قليلا:
- تعزيز البنى التحتية الداعمة للنمو
الحقيقة أن المساعدة على حفز نمو فاعل وإزالة شبح الفقر لا يكون إلا بتحقيق تحسينات ملموسة في مرافق البنية التحتية خصوصا مع ما نشهده يوميا من تهالك الطرق وضعف استيعاب الموانئ وانعدام خدمات الصرف الصحي والمياه والكهرباء في الداخل، لذلك فإن العمل على حل هذه المعضلات سبيل قويم نحو تحقيق الإصلاح المنشود.
- تعزيز قدرات القطاعات الاجتماعية ودعم الطلب وترقية ودعم القطاعات الإنتاجية لتحقيق الاكتفاء الغذائي الذاتي هاتين النقطتين من خطاب الرئيس في تامشكط حزتا في مفصل القضية باعتبار أنهما سيكونان بحول الله شعلة الإقلاع المراد فبهما تقاس قدرات الدول وبهما يتم تحقيق الرفاه في البلاد للعباد وليست التجربة الرواندية منا ببعيد معشر الأفارقة.
الحقيقة أنه من أجل المحافظة على - إذ لم أقل خلق - بيئة ممارسة الأعمال التجارية بأسرع وقت ممكن فإنه يتعين توفير الدعم الكافي للقطاع الخاص المصنف وغير المصنف كما أكد الرئيس في كل خطاباته والذي لاشك سيكون له ما بعده خصوصا مع التركيز على توجيه هذا القطاع وترشيد اختصاصاته ليشمل المجالات ذات الأولية التي من شأنها إيجاد عمل مباشر للفئات الأكثر تضررا كالزراعة والصيد التقليدي والتنمية الحيوانية.
إن مانراه اليوم من عمل جاد وفق رؤية واضحة المعالم ترتكز على محاربة الفساد يترك لدى المواطن حقيقة مبنية على أمل وهي أن البلاد تسير وفق هندسة مضمونة النتائج، و بأسلوب انتقائي شامل وفاحص وفق منهج فكري يتوقف فيه العمل على الفهم الذي يجعل كل مسؤول جزء من محرك عام هو الدولة التي يقودها الأمل في تاريخ وخبرة رجل من رجالها.
((. الداه صهيب))