اختار ناشطو حملة "ماني شاري كزوال" في وقفتهم التي نظموها مساء اليوم الأربعاء: 10 فبراير 2016، انتقاء أساليب تعبير احتجاجي جديدة؛ بدءا بالصحون الخاوية والشعارات التي تقارن بين سعر البنزين في موريتانيا: 384,6، وسعره الذي يصل أقل من النصف في دول أخرى بالمنطقة.
وحمل النشطاء صحونا خاوية كتبت عليها عبارة: "ماني شاري كزوال" أرادوا التعبير من خلالها عن ارتباط أسعار المحروقات بأسعار المواد الغذائية، وتأثير ذلك على الحياة اليومية للمواطن.
فإذا كان الفقراء لا يتأثرون بأسعار المحروقات لأنهم لا يمتلكون سيارات كما قال وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة محمد الأمين ولد الشيخ قبل أيام، فإن الفقراء يستهلكون مواد غذائية عرف سعرها ارتفاعا كبيرا في الآونة الأخيرة تأثرا بسعر المحروقات الذي لا يزال مرتفعا. هكذا أراد ناشطو الحملة الشبابية الرد على الوزير، كما يقولون.
وجاء التعبير بالصحون الخاوية في وقفة ملتقى طرق مدريد، بعد تعبير ناشطي حملة "ماني شاري كزوال" مطلع الأسبوع الجاري عن تأثير استمرار ارتفاع سعر الوقود بفتح الأبواب الأمامية لسياراتهم في احتجاج أمام وزارة النفط بنواكشوط.
المحتجون رددوا أيضا هتافات تنتقد سياسات النظام الذي أكد وزراؤه أكثر من مرة أن أسعار المحروقات لن تخفض: "افرقن واخلين"، "مارو واعر، السكر واعر"، وكذا عبارات ساخرة من تعليقات الوزراء: "أهلكتون أهلكتون، بالسرقة اخليتون"، و"أعار الحوت أعار كلاص، والوزير يجنن راص".
إضافة إلى "الكاف" الذي أصبح متداولا بين المحتجين:
ماني شاري كزوال ماعند تيت ابَاش
موريتاني تنكال موريتاني تنحاش
الوقفة جرت بحضور العشرات من المدونين والصحفيين والشعراء والكتاب، مع حضور نسوي لافت، وسط تجاوب واسع من أصحاب السيارات والمارة الذين أبدوا تأييدهم للناشطين في مطالبهم، فسرعان ما حمل البعض منهم شعارات الحملة، بينما أطلق آخرون العنان لمزامير سياراتهم في تصرف تضامني.
منظمو الوقفة الاحتجاجية حاولوا تغطية دوار ملتقى مدريد عبر سلسلة بشرية، غير أنهم قرروا أخيرا الدوران في ساحة ملتقى مدريد وهم يهتفون بشعاراتهم المطالبة بخفض أسعار البنزين.
وقال الناشطون خلال الوقفة الاحتجاجية، إن الوزراء باتوا يخرجون أسبوعيا لمغالطة الشعب، مؤكدين أن خفض سعر الوقود بـ 100 أوقية فقط سيخفض أسعار المواد الغذائية والنقل، كما سيزيد من الدخل اليومي لسائقي الأجرة.
ويؤكد الناشطون مواصلة سلسلة وقفاتهم الاحتجاجية الأسبوعية بملتقى طرق مدريد حتى تحقيق مطالبهم، نافين أي بعد سياسي أو حزبي لنشاطهم الاحتجاجي، فهمهم ينحصر في "إيصال صوت المواطن، والمطالبة بحقوقه، والعمل على استردادها".
ويؤرق استمرار ارتفاع سعر الوقود المواطنَ الموريتاني بفعل تأثيره على حياته اليومية بارتفاع سعر تذاكر سيارات الأجرة وغلاء أسعار المواد الغذائية التي ارتفع سعر بعضها بنسبة 50% في بلد يعتمد على استيراد جل المواد الاستهلاكية.