غزواني؛ ثلاث سنوات من الإنصاف
شكل استلام صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني رئاسة الجمهورية سابقة في تاريخ البلاد، فقد كان أول رئيس منتخب يتسلم الحكم من رئيس منتخب، في انتخابات تعددية اتفق الجميع على نزاهتها.
ومنذ دخول صاحب الفخامة غزواني القصر الرئاسي عمل جاهدا على تحقيق إنجازات سياسية كبيرة للبلاد في ظرف بالغ الدقة؛ ووسط محيط متلاطم تجلس معظم حكوماته على كف عفريت.
تفكك وحروب أهلية في مالي؛ وجبهة ساخنة على الحدود الشمالية ماخلف معبر "الكركرات"، ومظاهرات دامية في السنغال، وجماعات مسلحة على الحدود الجزائرية، وأزمات دستورية في تونس.
وسط هذا المحيط بدأ الرئيس غزواني إصلاحاته السياسية بالانفتاح على الطيف المعارض وترسيخ نهج التشاور؛ والتأسيس لحوار وطني بنّاء؛ لا يستثني أحد ويضع على الطاولة كل الملفات.
كما تكلف الرئيس جاهدا وضع الآلية السياسية والإصلاحية ليضطلع الحزب الحاكم بدوره السياسي؛ ولينتهج النهج الرئاسي في التشاور مع الطيف المعارض؛ وتبادل وجهات النظر معه؛ فعمل على إصلاحه من الداخل؛ ووضع الخطوط العريضة لتعامله مع خارجه.
كما وضع رئيس الجمهورية منذ استلامه للسلطة منهجية واضحة لإصلاح الحكامة؛ مدشنا سابقة في تاريخ البلد في ملف محاربة الفساد بشكل فعلي حيث تم التحقيق مع رئيس سابق وإحالته للقضاء، كما وضع أسس الإصلاحات الجوهرية على الترسانة القانونية؛ وتمت مراجعتها وتحسينها بشكل مستمر.
وفي ذات الوقت تم تثمين دور مؤسسة المسجد ومنحها مكانتها اللائقة، كما تم منح وزارة الشؤون الإسلامية شارة السيادية، وتم تنظيم جائزة الرئيس لحفظ المتون المحظرية.
وعلى المستوى الاقتصادي وضع صاحب الفخامة برنامج "الاقلاع" الاقتصادي الذي جاوز سقفه المالي 40 مليار أوقية، كما وضع اللبنة الأولى في تثمين الثروة الحيوانية من خلال تنظيم معرض خاص وإنشاء صندوق دعم لها، كما وضع أسسا متينة لاكتفاء موريتانيا الذاتي في المجال الزراعي كان آخرها منذ أيام في تامشكط.
وفي الجانب الرياضي، نظمت موريتانيا بطولة (الكوكان) بصفة أشاد بها الشركاء الرياضيون، كما حرص فخامته على دعم الرياضة المحلية، وحضور فعاليتها بنفسه مهما كلف ذلك.
أما الجانب الإجتماعي فقد كان ملعب الرجل دون منافس؛ حيث تم توفير بطاقات التأمين الصحي ل 100 ألف أسرة، كما دشن عهدته الميمونة بإنشاء مندوبية "تآزر" من أجل إشراك الفئات المغبونة في خيرات بلادهم وهو إنجاز يعد الأول من نوعه في البلاد.
وحرص فخامته على أن تقوم الحكومة بمؤازرة المواطنين في كافة الحوادث العرضية التي يتعرضون لها سواء تعلق ذلك بالأمطار أوبغيرها.
وفي فترة الجائحة العالمية "كورونا" وضع رئيس الجمهورية غزواني برامج اجتماعية أذهلت الكل، كمجانية الماء لأكثر من 200 ألف أسرة في 1836 قرية خلال العام 2020، والتكفل ب2000 شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتنظيم أول عملية توزيع مبالغ نقدية على المحتاجين، كما شكل الاهتمام بالفقراء والمغبونين "أولوية" في برامجه.
تجسد ذلك في توزيعات المواد الغذائية على الفقراء تحت إشراف الجيش الوطني، ومضاعفة رواتب ومعاشات التقاعد ودفعها شهريا، ودمج أيتام وأرامل المتقاعين في التأمين الصحي، كما تحملت الدولة تكاليف التأمين الصحي لسدس سكان البلاد
وعلى المستوى الخدمي، تم بناء طرق معبدة خاصة في الأحزمة الفقيرة وبجودة عالية، كما تم اعتماد برنامج مستمر من أجل إنارة المدن والطرق المعبدة.
وفي الميدان العسكري والأمني، تم تطوير قدرات الجيش والأمن من خلال التدريب والاكتتاب واستخدام التكنلوجيا الحديثة.
لقد حقق صاحب الفخامة #غزواني كل هذه الإنجازات في ظرفية عالمية بالغة الدقة، ووسط محيط غير مستقر، كما اعتمد في تنفيذه على فرق حكومية متعددة الميولات، نظرا لإكراهات معينة يمليها واقع فرضته عقود من الحكامة وفق طرق معينة.
إن الميراث المُر الذي ورثه الرجل كان كفيلا بالقضاء على أي كينونة متماسكة، ولولا كفاءة الرجل وتعقله وأخذه للأمور بالحكمة؛ لكان الحال غير الذي نعيش لا قدر الله.
وفي المحصلة استطاع صاحب الفخامة غزواني بحنكته أن يخرج البلاد من عنق زجاجة الجائحة التي أشهرت دول ضاربة في الحضارة إفلاسها نتيجة لتداعياتها؛ والعمل جار على إخراج البلاد من أزمة تبعات حرب أوكرانيا بأقل خسارة ممكنة.
وعلى العموم قلتها سابقا وسأظل متمسكا بها: "الرئيس غزواني يشكل فرصة حقيقية للبلاد ودعمه والتمسك بنهجه القويم يعد الفرصة الوحيدة للخروج بالبلاد من شتى أزماتها.
أحمد محمد الدوه
إعلامي مهتم بالشأن السياسي