نوافذ (مكة المكرمة ) ــ يعتبر الشاي الأخضر معشوق الموريتانيين منذ القدم، حيث تفننوا في وسائل تحضيره، وأبدعوا الأشعار في وصف جلساته، حتى قيل إنه كان من الأجدر بالشاي أن يظهر في موريتانيا لا في الصين.
ويرمز الشاي في موريتانيا إلى كرم الضيافة، وهو أول ما يقدم إلى الضيف عند وصوله، ويسمونه في اللهجة المحلية "اتاي".
ويوصف "الشاي" بأنه صديق الموريتانيين إذ يحرص جلهم على اصطحابه معهم في الحل والترحال، غير أن ضرورات رحلة العمر إلى الديار المقدسة فرضت على حجاج موريتانيا لهذه السنة 1443هـ قطع حبل الوصال بهذا الحبيب، مولين وجوههم شطر "القهوة " ، ولسان حالهم يقول مع ابن الشيخ سيديا :
وأحرار النفوس نذوب شوقا ... فنأتي كلما نأتي اضطرارا
ومن يأتي الأمور على اضطرار ... فليس كمثل آتيها اختيارا
لا يعدم المار بجوار بيت القهوة في مخيم الحجيج الموريتاني زائرا له من بين الحجاج ذكرانا وإناثا، يعدون مشروبهم البديل في طرفة عين ، دون أن تخطر ببالهم "الجيمات الثلاث " .
"أحمد" حاج موريتاني سبعيني يمسك فنجان قهوته مستنشقا عرفها، وهو يقول بعدما داعبت رائحة القهوة خلايا رأسه : "إطيرك مزينك أمنين إعود أتاي ماه خالك " .
أما فاطمة التي لا ترغب في التعبير عن عمرها أمام الجمهور فتقلب كوب قوتها متعجبة، وبودها لو رددت مع القائل : القهوة والموسيقى لا تجعلنا نبقَى غُربَاء أبدا.