نوافذ (منى) _ تعجل نحو تسعين في المائة من حجاج موريتانيا اليوم بعد رميهم الجمرات في ثاني أيام الرمي.
وكان في مقدمة المتعجلين وزير الشؤون الإسلامية الداه ولد أعمر طالب وعلية القوم من أمناء عامين ووزراء سابقين وكبار المسؤولين المحججين على نفقة الدولة .
وبدا المخيم شبه خال من الحجاج، وغابت مظاهر الاكتظاظ التي كانت مسيطرة خلال الأيام الماضية.
ويجوز للحاج التعجل في اليوم الثاني من أيام الرمي ؛ لقوله تعالى : ( فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى )البقرة /203 ، وشرط جوازه عند الجمهور - المالكية والشافعية والحنابلة - أن يخرج الحاج من منى بعد رمي الجمار قبل الغروب , فيسقط عنه رمي اليوم الثالث من أيام التشريق , فإن لم يخرج حتى غربت الشمس لزمه المبيت بمنى , ورمي اليوم الثالث ، وقد ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه قال : " من غربت عليه الشمس وهو بمنى , فلا ينفرن , حتى يرمي الجمار من أوسط أيام التشريق " .
قال علماء اللجنة الدائمة :
" المدة التي يجب على الحاج أن يمكثها في منى بعد يوم النحر يومان ، هي : الحادي عشر ، والثاني عشر من ذي الحجة ، أما اليوم الثالث عشر من ذي الحجة فلا يجب عليه أن يمكثه في منى ، ولا يجب عليه رمي الجمرات فيه ، بل يستحب فقط ، إلا إذا غربت عليه شمس اليوم الثاني عشر وهو في منى ، فيجب عليه المبيت ليلة الثالث عشر ثم رمي الجمرات الثلاث بعد الزوال .
وأما معنى ما ذكر من الآية : فمن تعجل بالنزول من منى بعد أن بات ليلتين بها عقب يوم النحر ، وبعد رمي الجمرات الثلاث في اليوم الحادي عشر والثاني عشر فلا إثم عليه ولا يجب عليه دم ؛ لأنه أدى ما وجب عليه ، ومن تأخر بمنى فبات بها ليلة الثالث عشر ، ورمى الجمرات الثلاث في اليوم الثالث عشر : فلا إثم عليه ، بل مبيته بمنى هذه الليلة ورميه الجمرات في يومها أفضل وأعظم أجراً ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ، ثم ختم سبحانه وتعالى الآية بالحث على التقوى والإيمان باليوم الآخر ، وما فيه من حساب وجزاء ؛ ليكون باعثاً لمن تذكر ما فيه على الإكثار من الأعمال الصالحات ، وعلى اجتناب المنكرات ؛ رجاءَ رحمة الله وخوف عقابه ".