تجولت كاميرا نوافذ اليوم في مسجد نَمِرة بالمشعر عرفات، وهو الموضع ذاته الذي خطب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة، ويصلي فيه الحجاج صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا، ويحرصون على القدوم إليه ليستمعوا إلى خطبة يوم عرفة، وقد بدأ التوافد عليه مع بزوغ شمس اليوم التاسع من ذي الحجة.
ويعرف المسجد بعدة أسماء كمسجد إبراهيم وعرنة وعرفة، وتقول إحدى الروايات إنه أخذ اسم "مسجد عرفة" من قرية تقع خارج منطقة عرفة، أقام فيها النبي صلى الله عليه وسلم ثم سار منها إلى وسط عرفة وصلى هناك وخطب في الناس.
بني المسجد في الموضع الذي خطب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في جبل الرحمة، داخل منطقة عرفة، ويقع غرب المشعر، ومن جهته الغربية جزء منه ضمن حدود وادي عرنة، الذي يعد واديا من أودية مكة المكرمة، ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الوقوف فيه لأنه ليس جزءا من عرفة.
وتبلغ مساحة مسجد نَمِرة أكثر من 110 آلاف متر مربع، ويتسع لنحو 350 ألف مصل، طوله من الشرق للغرب 340 مترا، وعرضه من الشمال إلى الجنوب 240 مترا، ومن الخلف توجد مساحة مظللة تقدر بـ 8 آلاف متر مربع.
التاريخ
ويرجَّح بناء المسجد في منتصف القرن الثاني للهجرة في بداية عهد الخلافة العباسية (في القرن السابع الميلادي)، وحظي باهتمام السلاطين على مر التاريخ الإسلامي، فعمّره الجواد الأصفهاني عام 559 للهجرة (1163 ميلادي) في فترة الحكم الفاطمي.
ثم عُمِّر في العصر المملوكي بأمر من السلطان الملك المظفر سيف الدين عام 843 للهجرة (1439 ميلادي)، ثم السلطان قايتباي عام 884 للهجرة (1479 ميلادي)، حتى جددت عمارته في العهد العثماني عام 1272 للهجرة (1855 ميلادي).
وفي عهد الدولة السعودية شهد توسعات وصلت فيها مساحته 18 ألف متر مربع، وبلغت تكلفته 337 مليون ريال سعودي، وأصبح بذلك ثاني أكبر مسجد في مكة المكرمة مساحة بعد المسجد الحرام.
وبسبب التوسعات التي مر بها طوال تاريخه، أصبحت مقدمة المسجد خارج عرفات، وجزؤه الخلفي داخل عرفات، ولضمان وقوف سليم للحجاج داخل حدود عرفات، وضعت علامات إرشادية تبين جزء المسجد غير الواقع في حدود عرفات.
المعالم
ولمسجد نمرة 6 مآذن، و3 قباب، وارتفاع كل مئذنة 60 مترا، وله 10 مداخل رئيسية فيها 64 بابا، وفيه غرفة للإذاعة الخارجية مجهزة للبث المباشر لخطبة يوم عرفة وصلاتي الظهر والعصر.