تحكي 7 مساجد أثرية تاريخ منى عبر القرون واندثرت الآن 6 منها فيما لا يزال مسجد الخيف صامداً يقاوم عوامل الزمن.
د. ناصر الحارثي أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بجامعة أم القرى تحدث عن تاريخ تلك المساجد موضحاً أن مسجد الخيف يعرف أيضاً بمسجد المعيشومة لشجرة كانت في موقعه وان غلبت عليه تسمية «الخيف» التي تعني المكان المرتفع عن الأرض فهو يقع على خيف جبل الصابح وشيد لأول مرة في العصر النبوي ثم أُجريت فيه ترميمات وإصلاحات وتوسعات على مر القرون الإسلامية حيث قام بترميمه الخليفة العباسي هارون الواثق بالله عام 227هـ وأعاد بناءه الخليفة العباسي المتوكل على الله ثم الخليفة العباسي المعتمد على الله والوزير الأصفهاني.. وعمرته أم الخليفة العباسي الناصر لدين الله. وبعد العصر العباسي جدد عمارته الملك المظفر ثم التاجر الدمشقي أحمد الجرجاني ثم الشيخ البغدادي. وشهد في عهد السلطان المملوكي قايتباي أضخم عمارة له في ذلك الحين.. وظلت نفس العمارة قائمة حتى العهد السعودي الذي شهد فيه أكبر توسعة لتصل مساحته إلى 13 ألف متر مربع ليصبح بذلك ثالث أكبر مسجد بمنطقة مكة المكرمة بعد المسجد الحرام ومسجد نمرة ويصلي فيه آلاف الحجاج في كل موسم حج. وتشمل المساجد الأثرية المندثرة في منى مسجد المنحر الذي كان موقعه بين الجمرتين الأولى والوسطى وقيل إن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى في مكانه ونحر هديه فيه.
وعمره الملك قطب الدين أبابكر بن المنصور «صاحب اليمن» عام 645هـ لكن لا يوجد له أي أثر الآن.
وكذلك اختفى أي أثر لمسجد الكوثر الذي كان مسجداً صغيراً شيد في موقع وسط منى نزلت فيه سورة الكوثر على النبي الكريم.
ومن المساجد الأثرية بمنى أيضاً مسجد السرر الذي يسمى أيضا مسجد عبدالصمد نسبة إلى عبدالصمد بن علي بن عبدالله العباس. وكان موقع مسجد الكبش قبل أن يندثر في أسفل جبل ثبير مما يلي منى على يسار الذاهب إلى عرفة.. ويقال إنه نحر فيه الكبش الذي فدى الله سبحانه وتعالى به إسماعيل عليه السلام.
أما مسجد المرسلات فكان مسجداً صغيراً في موقع بسفح جبل الصابح جنوب مسجد الخيف نزلت سورة المرسلات في غار بمكانه.
ومسجد عائشة الذي يعرف كذلك باسم معتكف عائشة أو بيت أم المؤمنين فكان موقعه بسفح جبل بثير مما يلي منى فوق مكان مسجد الكبش.
وعن مسجد البيعة بين د.الحارثي أن موقعه بأسفل جبل ثبير في شعب عرفت بثلاثة أسماء هي شعب الأنصار وشعب البيعة وشعب بيعة العقبة وتتصل بمبايعة الأنصار للرسول الكريم.. ويبعد عن منى بأمتار قليلة باتجاه مكة المكرمة.
وشيد هذا المسجد بأمر الخليفة العباسي أبوجعفر المنصور إحياء لذكرى البيعة العظيمة التي شهدها العباس بن عبدالمطلب جد الأسرة العباسية كما اتضح من نقشين في الجدار الغربي للمسجد من الخارج أحدهما مؤرخ بتاريخ عام 144هـ.
وأجريت له عدة تجديدات آخرها عمارة تمت في عهد السلطان عبدالحميد خان.. ويتكون حالياً من رواق تهدم سقفه وأصبح صحنه مكشوفاً وأغلقت جميع أبوابه ولم يتبق منها سوى باب واحد في الطرف الغربي.
ومحراب المسجد مجوف ومعقود بعقد مدبب وبه منبر.