نوافذ (المدينة المنورة) ــ شهد مزار (المساجد السبعة) بالمدينة المنورة صباح اليوم الأربعاء إقبالا كبيرا من الحجاج الموريتانيين، الذين وصلوا المدينة قبل أيام لأداء صلاة الأربعين .
وقد ركز الحجاج في مزارهم على مسجد الفتح الذي بني في موقع قبة ضربت لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعا في موضعه على الأحزاب ثلاثة أيام فاستجيب له في اليوم الثالث. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في مسجد الفتح ثلاثاً يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء فاستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين، فعرف البشر في وجهه. قال جابر "فلم ينزل بي أمر مهم غليظ إلا توخيت تلك الساعة فأدعو فيها فأعرف الإجابة"، رواه أحمد.
ومن هذا الأثر أصبح أهل المدينة يقولون إن من صلى في هذا المسجد يوم الأربعاء بين الظهر والعصر ودعا الله بشيء يستجاب له .
وتقول المعلومات التاريخية إن الخليفة عمر بن عبدالعزيز خلال فترة إمارته على المدينة المنورة بنى هذا المسجد بالحجارة من 87-93هـ ثم جدد عام 575 بأمر الوزير سيف الدين بن أبي الهيجاء، ثم أعيد بناؤه في عهد السلطان العثماني عبد المجيد الأول عام 1268هـ 1851م.
ما ذا عن مزار "المساجد السبعة " ؟
يعد مزار "المساجد السبعة " معلما من المعالم التي يزورها القادمون للمدينة المنورة من حجاج ومعتمرين وزوار، وهي مجموعة من المساجد الصغيرة، وعددها الحقيقي ستة وليس سبعة كما هي شهرتها، لكنها اشتهرت بهذا الاسم "المساجد السبعة"، حيث روى المؤرخون أن "مسجد القبلتين" الذي يبعد عنها كيلومتراً تقريباً يضاف إليها، لأن من يزور تلك المساجد عادةً يزوره أيضاً في نفس الرحلة فيصبح عددها سبعة.
وتقع هذه المساجد السبعة في الجهة الغربية من جبل سلع عند جزء من موقع الخندق الذي حفره المسلمون في عهد النبوة للدفاع عن المدينة المنورة عندما زحفت إليها جيوش قريش والقبائل المتحالفة معها سنة خمس للهجرة، وعندها وقعت أحداث غزوة الخندق التي تعرف أيضاً بمسمى غزوة الأحزاب.
وكانت مواقع المساجد السبعة مواقع مرابطة ومراقبة في تلك الغزوة، وقد سمي كل مسجد باسم من رابط فيه عدا مسجد الفتح الذي بني في موقع قبة ضربت لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذه المساجد على التوالي من الشمال إلى الجنوب: مسجد الفتح، ومسجد سلمان الفارسي، ومسجد أبي بكر الصديق، إضافة إلى مسجد عمر بن الخطاب، ومسجد علي بن أبي طالب، ومسجد فاطمة.
ويعرف أكبر المساجد السبعة بمسجد الأحزاب أو المسجد الأعلى، وهو مبني فوق رابية في السفح الغربي لجبل سلع، وسمي بهذا الاسم لأنه كان خلال غزوة الأحزاب مصلى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأن سورة الفتح أنزلت في موقعه، وتلك الغزوة كانت في نتائجها فتحاً على المسلمين.
ويقع مسجد سلمان الفارسي ثاني المساجد جنوبي مسجد الفتح مباشرة وعلى بعد 20 متراً منه فقط في قاعدة جبل سلع، وسمي باسم الصحابي سلمان الفارسي صاحب فكرة حفر الخندق لتحصين المدينة من غزو الأحزاب، ويتكون من رواق واحد طوله وعرضه 7م ودرجة صغيرة عرضها متران. وبني هذا المسجد في إمارة عمر بن عبد العزيز على المدينة أيضاً، وجدد بأمر الوزير سيف الدين أبي الهيجاء عام 575هـ، وأعيد بناؤه في عهد السلطان العثماني عبد المجيد الأول.
أما ثالث المساجد السبعة فهو مسجد أبي بكر جنوب غرب مسجد سلمان على بعد 15 متراً منه، بني وجدد مع المسجدين السابقين، وقد هدم الآن ليعاد بناؤه وتوسع مساحته.
ويلي مسجد أبي بكر جنوباً على بعد 10 أمتار مسجد عمر بن الخطاب، وهو على شكل رواق مستطيل وله رحبة غير مسقوفة على شكل رواق مستطيل يرتفع عن الأرض 8 درجات وطريقة بنائه تطابق بناء مسجد الفتح وربما يكون قد بني وجدد معه.
كما يقع مسجد علي بن أبي طالب شرقي مسجد فاطمة على رابية مرتفعة مستطيلة الشكل طوله 8.5 م وعرضه 6.5 م وله درجة صغيرة، وبني هذا المسجد وجدد على الأرجح مع مسجد الفتح، ويروى أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قتل في هذا الموقع عمرو بن ود العامري الذي اجتاز الخندق في غزوة الأحزاب.
والمسجد السابع هو مسجد فاطمة الزهراء ويسمى في المصادر التاريخية مسجد سعد بن معاذ، وهو أصغر مساجد هذه المجموعة مساحة 4×3م، وله درجة صغيرة وآخر بناء له على نمط أبنية المجموعة نفسها يرجح أنها في العصر العثماني في عهد السلطان عبد المجيد الأول 1268هـ / 1851م.