عبر معالي وزير الصحة السيد المختار ولد داهي، اليوم الثلاثاء، أمام الجمعية العامة الـ 75 لمنظمة الصحة العالمية، المنعقدة بجنيف، عن سعادته بحضوره أعمال الجمعية تمثيلا لموريتانيا، مهنئا المدير العام على استحقاقه لمأمورية ثانية، وهي المأمورية التي تدعمها موريتانيا وتقدرها، نظرا لحصيلتها المشرفة رغم مباغتة الطوارئ والجوائح.
وأضاف معالي الوزير، أن هذه الدورة تتنزل في لحظة استثنائية، من تاريخ تحديات الصحة العالمية، لذا تنتظر منها الشعوب العديد من المخرجات الهادفة، لمزيد من تعزيز المنظومات الصحية عبر العالم، وخصوصا المجموعات التي لا زالت تعاني ضعفا، أو انعداما، في المنظومات الصحية.
وأشار إلى أن المنظمة وفقت كثيرا في اختيار شعار الدورة الـ 75 الذي هو " الصحة من أجل السلام والسلام من أجل الصحة"، مؤكدا أن لا صحة بدون سلام، ولا سلام من دون صحة.
وأضاف أنه سعيا لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، الذي هو التأمين الصحي الشامل، فقد اتخذت بلادنا، منذ تولي فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني السلطةَ، خطواتٍ ملموسةً في هذا الإطار، من بينها - علاوةً على الموظفين العموميين، وأصحاب عقود العمل الدائمة، الملزمين إجباريا بدفع مستحقات التأمين الصحي- تكفل الدولة بدفع مساهمات التأمين الصحي عن جزء كبير من السكان، من ذوي الدخل المنخفض، هم مؤمنون الآن صحيا بنسبة مئة بالمئة، مبرزا أن العمل متقدم لإنشاء مؤسسة عمومية، ستيسر التأمين الصحي للمنتسبين في القطاع غير المصنف.
وفي ما يخص كوفيد-19، أوضح معالي الوزير أن بلادنا، تمكنت بتنسيق مع الشركاء الفنيين والماليين عموما، وخصوصا منظمة الصحة العالمية، من الحدّ من انعكاسات الجائحة السلبية، مشيرا إلى أن القطاع المكلف بالصحة، لا يزال يكثف من حملات التطعيم ، حيث حصلت قرابة 70% من السكان على جرعة واحدة على الأقل، فيما قارب عدد الذين أخذوا جرعات مكتملة نسبة 50% من السكان الذين تزيد أعمارهم عن 12 سنة، إضافة إلى إنشاء صندوق وطني لمكافحة الجائحة، يدار بصفة تشاركية وبأقصى شفافية، وتمثَّلُ في هيئاته الموالاةُ والمعارضة، وكذا الصحافة والمجتمع المدني المتخصص في محاربة الفساد، كما يتم إطلاع العموم والشركاء وجوبا، كل شهرين على التفاصيل الدقيقة للموارد ووجهات انفاقها.
وقال معالي الوزير إن موريتانيا بذلت وتبذل جهودا حثيثة لتعزيز البنية التحتية الاستشفائية عموما، وكذا تعزيز المصادر البشرية الطبية وشبه الطبية، وتوفير الأدوية مضمونة الجودة، بسعر ملائم لدخل المواطنين.
وبين أن القطاع يتطلع لمزيد من التعاون والشراكة مع منظمة الصحة العالمية، وشركائها لتبادل التجارب الناجحة، والمساهمة في تحقيق طموح بلادنا في توفير خدمة صحية أكثر جودة، وأقرب للمواطن، خصوصا الأقل دخلا والأكثر هشاشة.
ونوه بموقف موريتانيا تجاه التقارير الدولية المتواترة، ومنها تقارير منظمة الصحة العالمية المحايدة، الذي دقّ جرس الإنذار حول الأوضاع الصحية بالأراضي العربية والفلسطينية المحتلة، حيث يتطلب الوضع الإنساني عموما والصحي خصوصا، بتلك الأراضي موقفا حاسما من الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية.
وطالب معالي الوزير باتخاذ قرارات جديدة ومناصرة لتعزيز المنظومات الصحية بالدول التي تشهد حروبا أهلية، أو نزاعات عنيفة، أو تواجدا لأعداد كبيرة من اللاجئين، عبر العالم، وخصوصا على مستوى القارة الإفريقية.
لمتابعة الخطاب اضغط الفيديو المرفق