لا يمكنني أن ألغي تاريخا كاملا من الفخر والشرف أبرز معالمه جلوس عميد الأدب العربي طه حسين وصاحب "الرسالة" أحمد حسن الزيات وصاحب "المنار" رشيد رضا و المجدد محمد عبده وغيرهم أمام الشيخ الشنقيطي ولد التلاميد وهم يتعلمون اللغة ويسمعون أعظم شروح الشعر الجاهلي و هل الشنفرى بالألف أم الياء ...
لا يمكنني أن ألغي تاريخا أبرز معالمه أن علماء اللغة العرب صمتوا حين تبارز الشنقيطيان في الميدان هل نصرف عمر أم لا .. وحين تصدى ابن الامين لشرح المعلقات العشر وشرح ديوان الشماخ ...
لا يمكنني أن ألغي تاريخا أبرز معالمه أن أبا شعيب الدكالي لم يجد من يسند له درس مقامات الحريري غير ابن فال الخير الشنقيطي..
لا يمكنني أن أتنازل عن فخري بكون ولد التلاميد كان يملي المفردات الناقصة من القاموس المحيط من ذاكرته..
لا يمكنني أن أتنازل عن فخري واعتزازي بأبناء ما يابى يملون ويصححون نوادر اللغة في بلاطات الحجاز والأردن ..
لا أريد أن أكون ممن حذر منهم ابن حنبل بقوله :
حليُ الفتى إعرابه لا ماله == ولا نجاره ولا جماله
كل فتى شب بلا إعراب = = فهو عندي مثل الغراب
وإن رأيته للخود عاشقا == فقل لها اتقي الغراب الناعقا
لا انتفعت بالأكل والشراب == من آثرت مالا على الإعراب
أو ولد أحمد يوره في قوله :
عجبت من ضحك من لم يعربن به== ولم يكن عنده للضحك غير هِهِ
لا هو يستطرد الأشعار في ملأٍ == ولاتراه لذي الآداب ذا وَلَهِ
بل هو يضرب جهلا كف صاحبه == ويرفع الرجل عند الضحك من سفه
فكيف يحلو له لهو الخرائد أو == تحلو لهن سجاياه على عمه
ماذا سوى عبرة تبدو لمعتبر == يانفس فاعتبري من ذاك وانتبهي
لا يمكنني أن أمحو تاريخا باذخا من التشبث باللغة وعلومها مقابل اعتبار أي لغة اخرى لغة بديلة ..
اللهجات أداة تواصل ذات خصوصية ضيقة و الفرنسية لغة استعمارية بغيضة ..
أما العربية فهي لغة دين ودنيا .. هي لغة الجمال و الحب والحياة ...
نقلا عن صفحة الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله