رحم الله الإداري ووالي نواكشوط ومدير الأمن الأسبق يحي ولد عبدي، وألهم محبيه وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
لقد كان إداريا من الطراز النادر ، مؤمنا بالدولة، وصادقا في خدمتها مع تمثل القيم الجمهورية.
سعدت بتدوين رؤيته لإرهاصات التأسيس، وتحديات بناء الجمهورية، في عشر حلقات من برنامج(ضيف وحوار ) ، وددت أنها لم تنته لمتعتها وإفادتها.
كان المرحوم يحي متفهما لرسالة الصحفي ، مقدسا للمواعيد، رحب الصدر، واسع الثقافة ، رفيع الأخلاق ، قويا في الحق تحس في ثنايا حديثه الصدق مع النفس والمشاهد، فما قاله لك خلف الكاميرا سيقوله أمامها دون تردد، وتلك لعمري خصلة نادرة في نظرائه من السياسيين.
لا أنسى تجلد الوالد يحي وصبره، اللذين يترجمها كل مرة في حضوره في وقت متأخر من الليل للبرنامج وصعوده السلم كل مرة دون شكوى رغم ضعفه الذي يغطيه بثوب من الجلد.
أتذكر أنه كان في كل زياراتي له خلال تحضير الحلقات يحرص _ رغم الضعف والتقدم في العمر _ على صحبتي إلى السيارة ويقف حتى أغادر .
رحمه الله وأكرم مثواه.
من صفحة الأستاذ عبد المجيد ولد إبراهيم
