التَّلَفُّظُ بالنِّية نَقُصٌ في العَقْلِ والدِّين..
جمعت نوبةُ حراسة رجلا دَمَانيا مع عسكري آخر زميل له، فأدركتهما صلاة المغرب، فقدم الدماني زميله، فلما وقف قال: "نية صلاة المغرب لله ثلاث ركعات ليلة كذا، أداء إماما لرجل واحد مستقبلا القبلة"، فقال له الدماني: "لَعَتْ أُمَّاسِ عَنَّكْ ذِ الرَّدَّه إلَى كَلْتهَا بَيْنَكْ أَنْتَ أُرَاصَكْ مَا لَاهِ يَسْمَعْهَ مُلَانَ حَشَاهْ، أبْكَ أعْلِيكْ شِ، لَا تُوقَدْ اصْلَاتَكْ افْلَخْلَاطْ: كُولْ عَنَّكْ أفْلَانْ وُلْ أفْلَانْ من الفُلَانِيِّينْ بِرْكَجَّ مَنْ الكَرْدْ مَتْرِكٍيلَكْ كَذَا أُكَذَا وُمْكَرْدِ دَارْ كُفُرْ"..(كُفُرْ: الكافُ مَعقودة)..
مُوجبه: هؤلاء المُوسوسون المتلفظون بالنية، يقف الواحد منهم يحكي هذه المطولة معتقدا أن صلاته لا تصح دونها، وأن الله تعالى المطلع على ما في الصدور غير مطلع على ما في قلبه، وبعضهم يكررها مرات، كأنه يعتقد أنها تنتقض إذا تراخت تكبرة الإحرام عنها قليلا..
وقد قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد، إن التلفظ بهذه الصيغ يأتي فاعله بعشر بدع، وقال أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله في تلبيس إبليس إن النية لا تنتقض، وللهِ دَرُّ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله القائل بأن التلفظ بالنية نقص في العقل والدين..