في 24 من شهر مارس 2022م، بمناسبة تخرج دفعة جديدة من طلاب المدرسة الوطنية للإدارة والصِّحافة والقضاء، ألقى فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية/ محمد ولد الشيخ الغزوانيّ، خطابًا توجيهيا مهما وصريحا؛ استعرض فيه مجمَل الاختلالات التي تعانيها الإدارة الموريتانية على المستويين المركزيّ والإقليميّ.
مضامين الخطاب:
الدليل على هذه الاختلالات، يقول السيد الرئيس: "وصول العديد من تظلّمات المواطنين إلى رئاسة الجمهورية، ممّا يعني أنّ المواطن قد فقد الثقة في الإدارة. وهذا لا ينبغي. يجب بناء إدارة تكون رافعةً للتطوّر والنموّ".
من مظاهر الاختلالات، يضيف السيد الرئيس: "انعدام مصالح، في معظم الوزارات، تستقبل المواطنين وتحل مشاكلهم. المخططات العُمرانية، لا تستقر على حال. الضرائب، فيها شُبُهاتٌ. تَرْك الضرائب تتراكم. الانقطاعات المتكررة في الماء والكهرباء، دون سابق إنذار. تراكم الفواتير، وكَثرة الأخطاء في الفوترة. سوء التعامل مع الزبون. بُطْء حصول المواطن على مستخرَجات من وثائقه الشخصية، على الرُّغم من وجود نظام الرقمنة. ضعف تواصُل الإدارة الإقليمية مع المواطن، ممّا يخلق قطيعة بين المواطن والإدارة. تأخير البت في قرارات متعلقة بنقاط المياه والأراضي غير المستغَلة".
وقال السيد الرئيس، في ختام كلمته: "هي مجموعة أمثلة من اختلالات الإدارة، وهي أمثلة قليلة من كثيرة".
وختم السيد الرئيس خطابه بعبارة توحي بأن الدولة مُقبِلةٌ على تطبيق مبدأ (المكافأة والعِقاب)، قائلا ما معناه: من لم يستطعْ تحمّل المسؤولية الملقاة على عاتقه، فَلْيتركْ مكانه لغيره (أيْ فَلْيَسْتقِلْ). ولعله بذلك، يلمّح، بأدبه المعهود، إلى إعفاء المقصِّرين في تأدية المهام الموكلة إليهم. والتلميح، قد يكون أبلغَ من التصريح.
وجهة نظري في مضامين الخطاب:
مضامين الخطاب، غنية عن أيّ تعليق؛ إِذْ إنّه شخصَ الداءَ ووصفَ الدواءَ. خطاب غير مسبوق، سيكون له ما بعده بإذن الله. خطاب وُضِعت فيه النقاطُ على الحروف، بكل صراحة وصدق وشفافية. خطاب لامس وجدان المواطن، وعبر عن تطلعاته، وعن معاناته مع الإدارة.
أرجو من العلي القدير أن يعيننا جميعا (كل من موقعه)، على فعل الخير والإخلاص في العمل. وبذلك نستطيع استعادة ثقة المواطن في إدارته. والله وليّ التوفيق.
إسلمو ولد سيدي أحمد