المركزية واللامركزية رؤيتان في تسيير النظام التربوي.
فالمركزية هي أن تكون سلطة اتخاذ القرارات في قمة البناء التنظيمي، بينما تتمثل الأخرى في نقل بعض المسؤوليات من السلطة المركزية إلى وحدات تابعة لها أو تفويضها لها، لتفعيل قدرة تلك الوحدات على التخطيط، والتنفيذ، واستثمار الموارد المتاحة في ظل رؤية عامة وأهداف متفق عليها، مما يعمل على تحسين جودة التعليم.
ورغم أن النظام التربوي الموريتاني متأثر بالنظام التربوي الفرنسي القائم على المركزية المطلقة فإن وزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي قد وعت ضرورة اللامركزية بغية تحسين الأداء الإداري والتربوي لبلوغ متطلبات جودة التعليم. وقد تجلى ذلك الوعي في مجالات عدة منها:
• تفعيل دور الإدارات الجهوية للتعليم
• إنشاء أقطاب تفتيش للمساهمة في الرقابة والمتابعة التربوية والإدارية
• تشكيل مجالس مدرسية منتخبة لتسيير مؤسسات التعليم الأساسي.
واليوم تأتي الخطوة الجديدة المتمثلة في لامركزية بعض مراحل مسابقة دخول السنة الأولى وشهادة ختم الدروس الإعدادية في التعميم 000047 الصادر بتاريخ 25 فبراير 2022.
كل هذا يعد استمرارا وتعزيزا للإنجازات المتواصلة والمتمثلة في:
• تحسين البنية التحتية: بناء وتجهيزا وترميما
• تحسين مستوى العلاوات للمدرسين والمؤطرين
• مراجعة المناهج والكتاب المدرسي
• اقتناع أغلبية التشكيلات النقابية بنجاعة النهج الذي تسلكه الوزارة وانخراطها للمساهمة فيه.
فاللامركزية تشجيع على المشاركة بين مختلف أطراف العملية التربوية. فلم يعد تسيير التعليم قضية مرتبطة بالنظام السياسي وخبراء التعليم بل هو هم الجميع من سياسيين وخبراء ومجتمع مدني وآباء. إنه أمر يرشح بجسامة المهمة وضرورة التحلي بالحكمة والتروي لبلوغ الغايات القصوى.
المفتش التلميدي ولد أحمد سيدي