أحصينا في موقع "نوافذ " ما يزيد على عشرة أخطاء إملائية قاتلة في تدوينة وزير المالية المختار ولد انجاي الأخيرة والتي أعلن فيها إغلاق حسابه على الفيس بوك .
الأخطاء الإملائية ظهر أكثرها في طريقة كتابة الهمزة ، والألف القصيرة والطويلة ، والتاء المربوطة والمبسوطة ، ولم نتوقف عند الخلط الحاصل في التدوينة بين همز الوصل وهمز القطع لأن ذلك ربما يعود إلى تعسر كتابة همز القطع في الهواتف الذكية ، ولو أحصينا هذا الخلط لتجاوزت الأخطاء الخمسين أو قاربت المائة .
وضمن هذه الأخطاء كتب الوزير همزة "متأكدا" على الواو ، وبسط تاء المحاباة ، وكتب "العليا" بألف قصيرة .
ولم تخل التدوينة من أخطاء نحوية ولغوية كنصب الفاعل ورفع المفعول به ، غير أننا وقفنا عند الإملاء لأن من لم يحسنه لا يمكن أن نحاسبه على قواعد النحو واللغة .
وكانت "نوافذ " قد كشفت بعض الأخطاء الإملائية القاتلة في تدوينات نواب في البرلمان من المعارضة ، واليوم يأتي الدور على الوزراء ليتبين أن فصول معاوية لتعليم المسؤولين الكبار بحاجة إلى من يعيد تجربتها .
ندرك أن كثيرين سيسخرون من هذا الخبر ويرون فيه كثيرا من الفضول لكنهم حين يعلموا أنه لو كتب الوزير هذه الأخطاء في تدوينة بالفرنسية لأصبح مثار السخرية والتندر حتى من زملائه ، عندها سيعذروننا لا محالة في انتصارنا للغة القرآن .
إليكم التدوينة وقد كتبت الأخطاء فيها بالخط الأحمر :
اصدقائي الاعزاء،
اخوتي احبتي
بالرغم من مشاغلي الجمة وبالرغم من حساسية المسؤولية فقد وعدتكم سابقا بأن يبقي حسابي علي هذا الفضاء مفتوحا. و كان من اهم اهدافي وراء ذلك :
- ان ابقي متابعا لنبض هذا الفضاء واهتمامات رواده الكرام : مايسرهم، ما يسوؤهم، مايتمنون ، اراءهم حول اداء نخبتهم الادارية، السياسية، الثقافية والدينية. انا مقتنع ان هكذا اطلاع هو امر حاسم في اداء كل من ابتلي بتولي شأن عام.
- ان اجد من ينصحني وينتقدني ويبين لي اخطائي بكل موضوعية وبدون مجاملة ولا تحامل.نحن بشر نخطئ ونصيب.
-ان اساهم في تنوير الراي العام حول ماتقوم به الحكومة ويقوم به هذا النظام الذي انا جزؤ منه ومقتنع بسياسته واتحمل كامل مسؤولية موقفي.
- ان اتمكن من نقاش كبريات الاشكاليات التي تهم حاضر ومستقبل بلدي الحبيب.
لكن وللأسف اخشي ان يكون البعض ممن ابتلي بآفة الارتزاق عبر قلب الحقائق وانتهاك الاعراض، وافساد العلاقات قد نجح في تفويت هذه الفرصة علي.
فقد اصبحت متؤكدا ان هذه الفئة سامحها الله تزيد في محاولات الابتزاز كلما كانت متأكدة ان ضحاياها يتابعون ماتكتب عبر هذا الفضاء. وللاسف فانها تجد تغطية من سياسيين يفترض فيهم ان تكون اساليبهم نظيفة وشفافة.
ولذلك ولانني مقتنع انه من الجرم ان تركن شخصية عامة الي مهادنة صحفي او مدون عبر الرشوة لكي لا يلفق عليها فليس بامكاني كبح هذا السيل من التدوين الموجه.
يمكنني ان اتحمل كل مايقال ما دام ضميري مرتاح ولله الحمد لكن الاهداف التي جعلتني اقتطع جزء من وقتي للتواصل مع هذا الفضاء لا يمكن تحقيقها في ظل مناخ لا يمكن ان تميز فيه بين الحق والباطل. بين النقد البناء والدعاية الموجهة.
ولهذه الاسباب فقد اصبحت مقتنعا ان غلق هذا الحساب اكثر فائدة عليكم وعلي وعلي القيم والمثل العليي التي نسعي من اجلها ، من ابقائه مفتوحا.
وعليه فقد اتخذت القرار بغلقه نهائيا وحرمان نفسي بذلك من متابعة مايجري في هذا العالم المختطف . هذا المنشور سيكون هو الاخير بإذن لله.
اعتذر لكل الاحبة والاصدقاء الذين لا يرضون عن هذا القرار واصفح واسمح من القلب لاولئك الذين ظلموني عن قصد او عن غير قصد.
اوصي شبابنا الطيبين من مرتادي هذا الفضاء ان يفكروا جيدا فيما يكتبون وما يقرؤون. ان يحللوا ويقارنوا . وان يخرجوا انفسهم من بعض المسلمات التي نجح البعض في ايقاعهم فيها. ومن اهم هذه المسلمات ان كل نقد للرئيس اوللحكومة او لشخصية عامة هو حقيقة وكل تثمين او اشادة بعمل ايجابي تم القيام به هو تصفيق ومحابات.
اؤؤكد لكم وبكل صدق انه في الجانب الاخر رجال يحبون موريتانيا، يسهرون ويعملون ليل نهار من اجل هذا الوطن و كل ما يخدم مصلحة هذا الشعب.
عشتم وعاشت موريتانيا