مر اليوم حول كامل على الحكم الجائر على المناضل الحقوقي بيرام ولد الداه ولد اعبيدي و رفيقه ابراهيم ولد ابلال..
مناضلان لا يعرفان التثاؤب، و لا تنحني قامتاهما الفارعة تحت صهد شمس الإقطاع الحارقة..
لقد كانا شمعة تهزم الظلام و لا تلعنه..
كانا الكف الشّثنة حين تصفع خد الجلاد، الليّنة كأهداب الحرير حين تربت على كتف الضحية.
حولٌ، بأيامه و لياليه، دارت فيه الأفلاك دوراتها.. و شابت فيه نواصي الليالي، و خرِفت فيه الغزالة فلم تعد تميّز ما بين الجدي و الحَمَل، جراءَ جرائم النظام الشمولي، الذي يقود سفينته ربّانٌ أعمى.. و الثنائي الطلائعي يخيط من النجوم أغنية الصبر على اللأواء.
لم تنجب بعدَكما حُبالى الأيام جديداً، يا رفيقي العزيزين.. فلا يزال الأسياد يسترقون العبيد، و الأقوياء يستأسدون على الضعاف..
الجنرال الأرعن يواصل بعدكم سلطته المطلقة.. ويرضع بعدكم أفاويق ثرواتنا و خيراتنا.. تسابق خفة يده إلى أموالنا العامة خفة الكوارتيز.
بعدكم لا تزال الحياة تتوقف لموت إبن رئيس، فيلغى مهرجان وادان، و يعلن الحداد الرسمي، و تتعطل مصالح الدولة.. و يرحل الرئيس لينفرد بأوجاعه في الصحراء الصموت، حيث تغط “الجمهورية” في سباتها، إلى أن توقظها سنابك خيوله العائدة من وقيره
لم يعد بعدكم من الحرية، التي سجنتم من أجلها، إلا بقايا أَسأَرَتها الأيام.. الصحافة لا تزال مومسا عمياء يضاجعها كل من يُسمِعها صرير النقود في كفه، و الذين يشدون طوق العفة زنانيرَ على أوساطهم يذوقون صابَ و أوصابَ الظلم و الإقصاء.. فسيغزوهم “أولاد الجيرب” و سيغير عليهم بَيَاتاً لصوص الشاويش عبد الفتاح.. و ستغصُّ بهم المخافر و المحاكم، ثم ينكر بعدها شاعر البلاط محمد الأمين ولد الشيخ أية مضايقة لحرية الصحافة و حق التعبير فـ”الأرعن المُحتبي في قصره لم يزل يوصينا بالصحافة خيراً”..
لا.. أبداً، أنه يوصيهم بـ”السخافة”.!
لا جديد رفيقيّ المرابطَيين في ثغور العزة، فنحن السجناء في زنزانة كبرى، أما أنتم فستظلون أحراراً، و إن أدرجوكم في علبة كبريت..
السلطة القضائية ما تزال دمية يرّقصها سيد القصر الأزرق..
.. لا جديد غير مرِّ الجديدين، و تعاقب الأبردين، و كذب وسائل الإعلام الرسمية علينا حتى في حالات الطقس..
لاجديد غير أن اللصوص لا يزالون ينهبون مغارة عالي بابا.. و الأغبياء لا يزالون من يقرر مصير هذه البلاد و يخططون لمستقبلها.. و المعارضة أصابها من الخور ما جعلها أذل من فقع قاع..
فثقوا في الله وحده..
و على آثار من انبطحوا العفاء..!