من المشهور أن الشعب الموريتاني يمتاز بالذكاء والفطنة و قد يتغافل أو يتجاهل بعض الأمور لكنه لايمكن خداعه .ومعلوم عقلا ونقلا أن أي كلام أو فعل لايمكن نسخهما أو إبطالهما إلا بما يماثلهما قوة ودلالة .كما أن التوبة لا بد أن يسبقها ندم واعتذار يؤكدان اعتراف صاحبهما أنه كان على خطئ .
موجبه أن بعض المدونين والمدونات من بني جلدتنا ممن استهوتهم شياطين الفكر الغربي في يمينه أو يساره واستمرأوا مهاجمة العقائد والشعائر الاسلامية والنيل منها والسخرية من أهلها ،وتورطوا مرارا فيما قد يعد من نواقض الاسلام ، بعض هولاء تتداركه العناية الالهية و يعترف بأخطائه ويتوب منها .لكن العديد منهم عندما يستشعر الخطر ويحس بانفضاح أمره وانكشافه أمام المجتمع ويدركه الغرق ،يبادر إلى نوع من الاعتذار السطحي و يصرح بأنه مؤمن تام الإيمان في نوع من المواربة و النفاق الجبان والسفسطة الفارغة.
وهذا النوع من الاصرار على التصريح بالأقاويل الباطلة والمكفرة أحيانا والاعتذار المنافق أحيانا أخري هو ما يسميه الفقهاء بالزندقة التي يري جمهورهم أن صاحبها ان لم يتب قبل التمكن منه فلا سبيل إلى استتابته.
إن التوبة فعل حميد وبابها مفتوح أمام الكل وكل ابن آدم خطاء ، لكن للتوبة شروطا معلومة .منها إظهار الندم و العزم على عدم العود إلى المعصية ..ولا يمكن تصور حصول هذين الشرطين إلا بعد اعتراف صاحبهما صراحة أو ضمنا أنه كان مخطئا عاصيا .
موجبه تحديدا أن ما كتبته المدونة مكفولة بنت إبراهيم عن عقيدتها لو انها كتبته ابتداء إو ردا على من يتهمها دون بينة لكان كافيا و جيدا .إما وهي لم تزل منذ فترة طويلة تكتب من التدوينات الساخرة بالدين وشعايره وأهله ما يتحصل من مجموعه القدح في عقيدتها و إمكان اتهامها بالزندقة ،فهذا لا يكفي منها .بل لا بد أن تمتلك مكفولة الشجاعة و تعتذر عن أخطائها وتعلن توبتها وندمها ليكون ما كتبته من اعتقاد طيب صحيح قادرا -نقلا وعقلا وقانونا - على نسخ وابطال ما دونته على صفحتها من بلاوي وطامات .وأنا أربأ بالشيخ على الرضى الصعيدي أن ينطلي عليه هذا الأمر، كما أنني أنصح الاخت مكفولة أن تتبع الطريقة الصحيحة في التوبة وتصحيح الاخطاء وتعتذر صراحة عن أقاويلها الضالة ليكون معتقدها الذي دونته قد صادف محلا من الإعراب .و لتقطع عنها إمكان اتهامها بالزندقة التي هي شر تهمة .
بقلم الأستاذ : السالك ولد محمد موسى