تتجه الأنظار صباح الخميس إلى العاصمة الاقتصادية نواذيبو لترقب انطلاق نسخة جديدة من منتديات التشاور في عهد الوزير الحالي الدي ولد الزين بعد نسختين سابقتين في عهد الوزيران الناني أشروقه والوزير عبد العزيز داهي.
تتشابه النسخ إلى حد التطابق في الأطقم والمكان والتوقيت والحضور في النسخة الجديدة التي يتوقع أن تنطلق في نواذيبو وبعد أن حاولت الوزارة أن يحضرها رئيس الجمهورية لكن يبدو أن الحلم لم يتحقق رغم أنه حضر لقضايا الزراعة ومهرجان المدن فلماذا غاب عن قطاع الصيد؟
يرى كثيرون من العارفين بدهاليز القطاع أن المشكل في القطاع بنيوي ويحتاج تغيير الترسانة القانونية بالدرجة الأولى حتى يتم إحداث قطيعة نهائية مع الماضي إضافة إلى أن بقاء الطواقم التي واكبت جميع النسخ يجعل الإصلاح شبه مستحيل فمن صاغوا الاستراتيجيات السابقة في المنتديات هم نفس الأشخاص الذين سيعهد إليهم من جديد بصياغة استراتيجية جديدة فماهو الفرق إذن؟ وما المتوفع؟
وبجزم متابعون أن المشكلة هي أن التشاور قد لا يضيف جديدا إذا ماكان قضاء أيام بنفس الطواقم وإعادة نقاش نفس القضايا التي تمت مناقشتها في فبراير الماضي 4 أيام متواصلة بحضور الأمينة العامة للوزارة ، وخرج المجتمعون ب65 توصية لم يعرف إلى الآن مصيرها؟ وهل ماتزال في دهاليز الوزارة ؟ وماذا ترتب عليها؟وأين هي ملامح تلك الإصلاحات ؟ولماذا لم يبن عليها الوزير الحالي؟ أم أنه فضل إلغائها؟
يستذكر المشاركون في تشاور فبراير الماضي كيف تم الاتفاق على خطوط عريضة للإصلاح وفي مقدمتها خفض الضغط على الصيد وتقليص أعداد الزوارق وإلزام مصانع دقيق السمك بدفاتر الالتزامات والحد من عددها فماذا تم تطبيقه من تلك التوصيات وأين هي بعد 10 أشهر ؟ وهل سيتحول التشاور إلى عادة لكل وزير جديد؟
إلى الآن ما يزال القطاع خارج نسيج الاقتصاد الوطني وتغيب عنه الصناعة ، ويقتصر حضور أغلب الفاعلين فيه على المعالجة دون التصنيع الذي هو أساس القطاع ولن يكون ذا قيمة مضافة بدونه رغم مرور قرابة 15 سنة على سياسات ومشاورات لم تخرج القطاع لحد الساعة من وضعيته رغم حجم الأموال التي أنفقت وحجم المستثمرين الأجانب فيه.
ماتزال البنى التحتية للقطاع غير كافية بالرغم من حجم الاموال في القطاع ،ومايزال شقه التقليدي يعيش فوضوية كبيرة وغير منظم وليس الوضع بأفضل في الصيد الصناعي حيث الاسطول متهالك وأصوات البحارة في تصاعد مستمر لتحسين
و ضعيتهم ورفع رواتبهم وتأمين الحقوق البسيطة.
إذن تتجه الأنظار إلى نسخة التشاور الجديد والتي تنتظرها سلسلة تحديات كبيرة وينظر إليها لمعرفة مدى الإسهام الذي تستضيفه وشكلها وهل بالفعل ستكون مغايرة للنسخ السابقة ونمطها جديد ام أنها صورة طبق الأصل من النسخ السابقة؟ وتبقى هذه الأسئلة بحاجة إلى أجوبة :
متى يتم إعداد ورسم استراتيجية شاملة للقطاع عشرية أو خماسية ولا تتأثر بأي نظام أو وزير ؟
أية إضافة جديدة لنسخة التشاور الجديد؟
لماذا اختيار نهاية السنة ؟
هل سيعقد الوزير لقاء مع الصحفيين لتقديم معطيات ومعلومات عن المنتديات ؟