سبعة أمور قد تقودنا إلى السجين الفار "تحليل"

اثنين, 04/01/2016 - 09:26
السجين الفارالسالك ولد الشيخ

شكل فرار السجين السلفي السالك ولد الشيخ ليلة أعياد الميلاد من أكبر سجون موريتانيا ، ومن قبضة أكبر هيئة مورتيانية مكلفة بحراسة المدانين ، شكل هذا الهروب ضربة قاضية للقطاعات ذات الصلة بالملف ، خاصة أن السجين يعتبر شخصا غير عادي ، وهرب في ليلة غير عادية في ليلة غير عادية كذلك، فهو من خطط لاغتيال أعلى هرم في السلطة في البلد ، وحاول تنفيذ مخطط كان سيودي بحياة الآلاف من المواطنين الأبرياء ، أما الليلة فهي ليلة استثنائية كونها ليلة أعياد الميلاد .

رغم كل ذلك فإن سبعة أمور قد تقود إلى السجين الفار

الاستجوابات

أول الأمور الدالة هو الاستجواب لأسرته وأخته وزواره في الأسبوع الأخير من إقامته بالسجن ، ورفقائه الذين عاشوا معه لحظاته الأخيرة داخل محبسه ، فاستجواب كل هؤلاء سيقود لا محالة إلى خيوط المؤامرة ، إن لم يقد إلى القبض على السجين الخطير ...

الاستجوابات يجب أن لا تتوقف عند هؤلاء بل يجب أن تتجاوزهم إلى الحرسيين المباشرين للسجن ليلة الفرار والمشرفين عليه بشكل عام ، وهو استجواب ضروري لمعرفة من خطط او من تهاون أو من فرط .

وسائل الاتصال

طريق البحث عن السالك يمر حتما بمعرفة رقم الهاتف الذي كان يستخدمه داخل السجن ، والبريد الألكتروني وصفحة الفيس بوك التي يعتقد أنه كان يتواصل بها مع رفقائه داخل وخارج السجن ، فسجين بهذا الحجم في سجن فوضوي كسجننا لا بد وأنه كان يستخدم وسائط الاتصال في زنزانته بعلم الحرس او بغير علمه ، والتعرف على هذه الوسائط ، وعلى آخر المتصلين بالسجين عبرها ومراقبتهم إن لزم الأمر سيساهم دون شك في حل لغز الفرار المحير .

الأماكن الأكثر مظنة لوجوده

عيون الأمن يجب أن تتوجه كذلك إلى الأماكن يمكن أن تكون مظنة وجود ولد الشيخ كالأحياء البعيدة عن الأضواء في العاصمة نواكشوط ، وكمسقط رأسه أطار ، والأماكن التي تعود على زيارتها قبل تجنيده في المنظمات المسلحة .

الأصحاب والخلان

كشف لغز اختفاء السالك يمر حتما كذلك بمراقبة أصحابه وخلانه من السلفيين الذين أقاموا معه بالسجن ذات يوم وخرجوا بعد مشاركتهم في الحوار أو بعد انتهاء مأمورياتهم ، كما يجب أن تطال هذه المراقبة زملاء الدراسة المقربين ورفقاء الدرب ممن تربط السجين الفار علاقات طينية بهم .

الطرق الرئيسة والمنافذ البرية

تشديد الحراسة والرقابة والتفتيش على الطرق الرئيسة التي تشق شرق وجنوب وشمال موريتانيا خاصة الطرق المؤدية إلى مالي والسنغال ، وجعل نقاط العبور إلى هذه الدول تحت الضوء قد يساهم دون شك في تعجيل القبض على ولد الشيخ ، فضلا عن تشديد الرقابة على الخارجين والوافدين إلى العاصمة نواكشوط مسرج جريمة الفرار ، إلى جانب تفعيل دور نقاط التفتيش بصفة عامة .

شركات النقل وسياراته الخاصة

مراقبة زبناء شركات النقل وسياراته الخاصة واستفسار السائقين ، وسؤالهم عن ملاحظاتهم على الركاب وأحاديثهم التي تحمل أحيانا الكثير من الأسرار في مجتع كمجتمعنا المفتوح ، كل ذلك يمكن أن يساهم في العثور على السجين الفار .

دور المحيط القبلي والجهوي

من المهم للدولة ايضا أن تربط صلات قوية وحميمية مع محيط الرجل القبلي والجهوي لاستنهاض هممهم ، وحثهم على القبض على الرجل باعتبار القبض عليه يخدم الوطن وقد يجنبه مخاطر ما لا تحمد عقباه ، فطيبوبة الموريتانيين الفطرية تجعلهم قابلين للتعاون في مهات صعبة كهذه ، حين توقظ فيه روح المسؤولية المباشرة .

سبعة أمور إلى جانب التعبئة التي باشرتها وسائل الإعلام خاصة الرسمية منها من أجل الإبلاع عن أي مشته ، حين نركز عليها سنحل دون شك لغز الفرار المحير .