فرض شبح الإرهاب نفسه على زعماء العالم وهم يعربون عن أمانيهم في العام الجديد حيث تفاوتت الأمنيات التي تطرق إليها زعماء العالم بمناسبة رأس السنة الميلادية، فمنهم من تحدث عن مكافحة ما يسمى الإرهاب، ومنهم من استغل الفرصة لتناول القضايا الداخلية لرفع أسهمه في الانتخابات.
رؤساء مسكونون بكابوس الإرهاب
فقد استخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالته للعام الجديد لتسليط الضوء على الدور العسكري لبلاده في سوريا، ووجه -في كلمة متلفزة- التحية للجنود الروس الذين يحاربون ما وصفه بالإرهاب الدولي.
وعلى خطاه، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن بلاده ستواصل مكافحة ما سماه الإرهاب في العام الجديد.
وقال هولاند، إن باريس ستواصل التحرك في سوريا والعراق في إطار هذه الحرب، وأكد أن فرنسا "لم تنته بعد من الإرهاب"، معتبرا أن "التهديد لا يزال قائما، لا بل يبقى في أعلى درجاته".
وعلى الصعيد الداخلي، دعا الرئيس الاشتراكي البرلمان إلى "تحمل مسؤولياته" عبر إقرار إصلاح دستوري اقترحه من أجل إعطاء "أساس صلب" لحالة الطوارئ ونزع الجنسية عن فرنسيين أدينوا بقضايا إرهابية ويحملون جنسية أخرى.
ويرى المحلل جيروم فوركيه أن هولاند يسعى إلى تحسين "موقعه وصورته" استعدادا لانتخابات 2017.
أما رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي فوعد -في كلمته- بأنه لن يقحم بلاده في أي حرب بعد التصويت في الخريف على قانون يجيز له ذلك للمرة الأولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
من جهته ركز رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على ما وصفه بالمعركة الشرسة التي سيشهدها العام الجديد مع الاتحاد الأوروبي، وذلك في إشارة إلى ما تسعى إليه لندن بتصحيح شروط انضمامها إلى الاتحاد.
ومن المفترض أن تشهد بريطانيا استفتاء يفصل في قضية البقاء مع الاتحاد الأوروبي من عدمه.
من جانبها، دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الشعب الألماني للتوحد ضد كراهية الأجانب، معربة عن تمسكها بسياستها حيال اللاجئين الذين يتوقع أن يصل عددهم إلى المليون هذا العام.
وأكدت المستشارة في أمنياتها لمناسبة حلول السنة الجديدة أنها على ثقة رغم المخاوف بأن ما وصفتها بالمهمة الكبيرة التي تقضي باستقبال واستيعاب هذا الكم من الناس، تشكل فرصة للغد، وفق تعبيرها.
وللحرب حصتها
وبعيدا عن اللاجئين والإرهاب، ألقى زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون باللائمة على كوريا الجنوبية في تنامي حالة انعدام الثقة بعد عام شهد تزايد التوترات بين الجانبين.
ولكن الزعيم الكوري الجنوبي كرر أمنيته بتحسن الوضع المعيشي لمواطنيه وإجراء تنمية اقتصادية، دون أن يوضح السبل لتحقيق ذلك.
المآسي تؤرق "البابا "في راس السنة
أما بابا الفاتيكان فرانشيسكو فدعا في موعظته وسائل الإعلام لإتاحة مساحة أكبر للأخبار الإيجابية والسارة للتخفيف من وطأة انتشار الشر والعنف والكراهية في العالم، وفق تعبيره.
وأشار البابا إلى أن العام المنصرم قد شهد مآسي كثيرة، وأضاف أنه كان هناك عنف ومعاناة لا توصف للكثير من الأبرياء.