تحدث الرئيس الهندي السابق الدكتور عبد الكلام قائلاً:
"عندما كنت طفلا، قامت أمي كالعادة بطبخ الطعام لنا. في تلك الليلة، قدمت العشاء الذي أعدته بعد يوم من الاعمال الشاقة الطويلة. وضعت أمي امامنا طبقا من السبوزي وأخر من "الروتي" التي كانت محروقة للغاية.
كنت أنتظر لمعرفة ما إذا كان أي شخص قد لاحظ أن الروتي كانت محترقة. لم يبد أبي أي ملاحظة .. استمر في أكله وسألني كيف كان يومي بالمدرسة.
لا أتذكر ما قلت له في تلك الليلة، لكني أذكر جيدا سماع أمي تعتذر لأبي ان الطبق المحترق.
ولن أنسى أبدا قوله : " ياعزيزتي ، وأنا أحب الروتي المحروقة".
تلك الليلة، ذهبت لتحية أبي قبل منامي، وسألته إذا كان حقا يحب الروتي المحروق.
وضع ذراعه حولي وقال:
" يا بني ، لقد كان يوم أمك شاقا وطويلا وكانت متعبة جداً.... ثم إن الطبق المحروق لا يضر أحد .... ولكن الكلمات القاسية تفعل!"
"تذكر يا بني أن الحياة مليئة بالأشياء القاصرة والاشخاص القاصرين ... فالكمال لله وحده ..."
" لست شخصا كاملاً ... ولا ابدع في أي مجال .. وكثيرا ما أنسى المناسبات وأعياد الميلاد مثل أي شخص آخر. ولكن ما تعلمته وأحرص عليه هو ... لنتحمل اخطاء بعضنا البعض ولنحرص على الاحتفاء بعلاقاتنا وتعزيزها .. فالحياة قصيرة جدا مع الأسف..... فاحرص على حب أولئك الذين يعاملونك بإنصاف .. واغفر لأولئك الذين لا يفعلون" .
أهدي هذه القصة لأمهاتنا وزوجاتنا وأخواتنا وبناتنا اللأئي كثيرا ما نقصر بحقهن وننسى جهودهن من اجلنا ... إليهن جميعا كل المحبة و التقدير والأماني الطيبة.
نقلا عن صفحة الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله