قطاع الزراعة.. إنجازات شاهدة وآفاق واعدة
لا يخفى ما تمثله الزراعة من أهمية بالغة في ديناميكية الدورة الاقتصادية وفي الحياة الاجتماعية لما تزخر به بلادنا من مقدرات هامة في هذا المجال ولما يمكن أن يلعبه القطاع من أدوار أساسية في مكافحة الفقر وتحقيق الأمن الغذائي وامتصاص البطالة، وقد انعكس ذلك بجلاء في المكانة الخاصة التي حظي بها القطاع في برنامج "تعهداتي" وفي سلم الأولويات لدى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
لقد عكس البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس وعيه العميق بأهمية قطاع الزراعة ودوره المحوري في النهضة التنموية التي حدد معالمها البارزة من خلال رؤية واضحة ومتابعة حثيثة.
وخلال السنتين المنصرمتين من مأمورية فخامته انطلقت على عموم التراب الوطني ورشات الاستصلاح الزراعي وبرامج الدعم والتأطير وتعزيز البنى التحتية.
ونحن في مقام مكاشفة ومصارحة مع الرأي العام الموريتاني، أود هنا أن أستطرد على عجالة أبرز ما تم تحقيقه من إنجازات في القطاع في ظل التحديات المحلية والإقليمية و الدولية خاصة فيما بعد جائحة كوفيد 19.
ففي مجال الاستصلاحات الزراعية، تم طبقا لبرنامج "تعهداتي"، لصاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، تحديد 5726 هكتارا للاستصلاح، اكتمل استصلاح أزيد من ألفي هكتار منها وسيتم استغلالها في الحملة الزراعية الحالية، وتتواصل الأشغال فيما تبقى بمتابعة حثيثة من القطاع.
كما واكب القطاع كذلك بعض المبادرات الخصوصية، حيث تم استصلاح واستغلال قرابة ألف وخمسمائة هكتارعلى قناة آفطوط الساحلي.
وقد مكنت الجهود التي قام بها القطاع في مجال صيانة و تنظيف و شق المحاور المائية، من توفير مياه الري في روافد النهر وقنواته الفرعية، واكتملت الأشغال في 77 كلومترا على مستوى محوري لعويجه وكوندي، بالإضافة إلى مناطق إنتاج أخرى.
كما ينضاف بالتأكيد إلى كل ذلك مؤازرة حكومة الوزير الأول السيد محمد ولد بلال للمزارعين الذين تضررت مزارعهم من الأمطار خلال حصاد الحملة الصيفية الماضية، حيث استفادوا من دعم يزيد على 1,4 مليار أوقية قديمة.
كما استفاد المزارعون من مجانية السماد في الحملة الصيفية الحالية بكلفة 1,6 مليار أوقية قديمة.
وتمشيا مع برنامج تعهداتي من المقرر في الموسم المقبل استصلاح 5575 هكتارا جديدة لصالح الفئات الأكثر هشاشة.
أما في مجال الزراعة المطرية التي يعتمد عليها العديد من المزارعين داخل البلاد فقد تم إنجاز 49 سداً بالإضافة إلى 17 أخرى قيد الإنجاز.
وفي مطلع شهر يوليو 2021 دشن فخامة الرئيس مشروع استغلال 527 هكتارا بمنطقة الشيشية بولاية اترارزة، وأشرف فخامته في نفس اليوم على إطلاق المرحلة الأولى من مشروع كهربة مناطق الإنتاج الزراعي بالضفة الذي كان حلما طالما راود المزارعين.
كما شهد القطاع قفزة نوعية في دعم صغار المزارعين ودعم الفئات الهشة من خلال إقامة واحات نموذجية تضم عشرات الهكتارات مكنت لأول مرة مجموعة عريضة من مواطنينا من الولوج لأول مرة للملكية العقارية.
ويستمر القطاع في مواصلة تنفيذ هذه البرامج الطموحة برؤية جديدة تعتمد على مقاربة تنموية متعددة الأبعاد تأخذ بعين الاعتبار التحديات التي أفرزتها جائحة كوفيد 19، والتي تفرض تعزيز جهود دعم الأمن الغذائي والعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي.
ويدرس القطاع حاليا إيجاد آلية تمويل مستديمة وخلق تأمين زراعي مناسب ، مع إدخال إصلاحات تشريعية ومؤسسية تتم في إطارها بلورة حلول للمشاكل العقارية وتشجيع الاستثمار الخصوصي وإصلاح المؤسسات الأساسية في القطاع.
وسيتم عمليا بحول الله خلال المرحلة المقبلة التركيز على المحاور الرئيسة التالية:
أولا: حماية وتسيير وترشيد الموارد الوطنية المتاحة من مياه وأراض زراعية مع التركيز على صيانة المحاور والقنوات المائية والاستصلاحات الزراعية والسدود وغيرها من البنى التحتية الزراعية.
ثانيا: زيادة إجمالي الإنتاج الزراعي الوطني بصورة عامة وفقا لمتطلبات السوق الوطنية خاصة في محاصيل الخضروات والأرز والحبوب التقليدية والتمور وذلك من خلال التوسع في المساحات الزراعية مع التركيز على تحسين الإنتاجية عن طريق إدخال المكننة الزراعية والزراعة المحمية وإقامة البنى التحتية اللازمة للحفظ والتخزين.
ثالثا: العمل على زيادة فرص تمكين وإدماج العمالة الوطنية في القطاع مع التركيز على التدريب المهني وبرامج التوعية والإرشاد واتباع الأساليب العلمية في العمليات الزراعية.
رابعا :السهر على الوقاية من الآفات الزراعية ومكافحتها مع التقيد الصارم بحماية البيئة الزراعية عن طريق عقلنة استخدام الاسمدة الكيماوية والتقيد الصارم بمحاذير استخدام المبيدات الكيماوية.
وختاما فإن ما شهدته هذه الفترة المحدودة من إنجازات ملموسة وخطوات عملية جادة على طريق تنفيذ تعهدات فخامة رئيس الجمهورية يشكل أرضية خصبة وأساسا قويا للنهوض بقطاع الزراعة، بما يلبى طموحات شعبنا، وهو ما يتطلب مشاركة الجميع من مسؤولين وفاعلين وهيئات مجتمع مدني في جهود استكمال المشاريع وتنفيذ الاستراتيجيات وتحقيق الأهداف المرسومة.
سيدنا ولد أحمد أعلى
وزير الزراعة.