أثار إعلان المستشار الأمني للرئيس الموريتاني أحمد ولد اباه الملقب احميده عن وجود ابن لأحمدو ولد عبد العزيز نجل الرئيس الذي توفي قبل أيام في حادث مؤلم الكثير من التساؤل حول طريقة الإعلان وظرفه الزمني والجهة المعلنة ؟
فلما ذا لم ينتظر "احميدة " بإعلانه المثير انتهاء أيام العزاء ، ولما ذا كان احميدة وليس غيره هو من يعلن عن "حمزة"، وهل كان هذا الإعلان بالتشاور مع الأسرة المفجوعة ، ولما ذا فضل "احميدة " بحسه الأمني الإعلان عن الابن الجديد للراحل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وما هو الدافع الأمني المقتضي للإعلان عن الابن حمزة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الأسرة ومن ورائها الشعب الموريتاني جميعا .
تساؤلات ستظل عالقة إلى حين الكشف عن لغزها المحير ، وإلى حين الكشف عن هذا اللغز يبقى من الوارد استبعاد أن يكون الإعلان عن الابن حمزة بالطريقة التي تم بها أمرا تم نقاشه والتشاور فيه مع الرئيس وأسرته ، فلو تم هذا التشاور لجاء بطريقة مخالفة لتلك التي تم بها لا تحمل ضجيجا ، ولا تنكأ جرحا لم يندمل بعد .
ليس هنالك عيب في أن يكون للراحل ابن خاصة إذا ما كان عمره ست سنوات ما يعني أنه سابق بما لا يدع مجالا للشك عن زوجته الحالية ، لكن إخفاءه بهذه الطريقة ، والإعلان عنه في ظرف عصيب كهذا لا يساعد على فهم أو تفهم زوجة أحمدو المكلومة بفقد زوجها للأمر ، كما لا يساعد على استحضار حسن النية لدى أسرتها الكريمة .
أن يعلن مستشار أمني لا اجتماعي عن ابن الفقيد فهو أمر مثير أيضا للاستغراب ، ولا يمكن تفسيره إلا بشيء واحد وهو أن المستشار المعروف بعلاقته بالألكترونيات واستخدامها لأغراض خاصة ربما قادته استخداماته غير الموفقة للتقنيات الجديدة إلى أسرار الفقيد ، وقاده ذلك إلى استخدام هذه الأسرار إلى تصفية الحسابات وتضميد جراحه القريبة كيف ذلك ؟
من المعلوم أن ابنة المستشار احميدة كان قد تزوج بها الناشط عبد الفتاح ولد حبيب المدير المساعد لوكالة تشغيل الشباب قبل أشهر وطلقها أيضا قبل أشهر طلاقا كثر القيل فيه ، وتمت إثارته عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وتم إقحام أبيها المستشار في أول الأمر وآخره ، وهو ما قد يكون أثار غضبه ، ووجد الفرصة للانتقام من صهره السابق ولو من بعيد عبر المس من حرمة أسرة تجمعها به أواصر القربي ، فجاء الإعلان عن ابن نجل الرئيس من طرف المستشار العارف بتقاليد المجتمع النافرة من تعدد الزيجات والمتوجسة خيفة منه ، ضاربا بذلك عرض الحائط بالظرف غير المناسب ، وبحرمة الرئيس التي انتهك بحسن نية أو بسوئها .