ثلاثي توجونين واستفهاماته:
ولدوا ثلاثتهم في توجونين بانواكشوط على التوالي سنوات 1999 و2000و2003 حسب البيانات التي علقتها شرطة مفوضية توجونين 3 على صدورهم. ليشتبه بهم في قضية قتل عمد عام 2021.
وحدها التحقيقات القضائية والمحاكمة والمرافعات والدفوع والأحكام هي التي ستوضح الدوافع والملابسات.
في انتظار ذلك وبعيدا عن القضاء ومفرداته نحن أمام خطر ماحق يتمثل في أن مراهقين ولدوا في أحد أطراف أكبر مدننا يتواصون على الحرابة وهم من نفس الجيل وقد يكونون من نفس الحي. ويتسببون في الغدر بإنسان بريء أيا كان أحرى برب أسرة مسلم مسالم عالم له تلاميذه ومحبوه ودوره في المجتمع فيدمون قلوب مجتمع بأسره.
ماالذي دفع بهؤلاء الغلمان الثلاثة أن يتحولوا إلى قتلة ؟ هل من قاسم مشترك بين تنشئتهم المدرسية والأسرية ؟ متى استسلموا للحرابة ؟ هل إن التعليم في مقاطعة توجونين فشل في انتشالهم ؟ أم أن توجونين ليست بدعا من مثيلاتها في مقاطعات انواكشوط التسع؟ من أين جاؤوا؟ ولماذا؟ وعم كانوا يبحثون لدى الشهيد المغدور؟ وأيهم القائد وأيهم المقود؟ كيف ولدوا وكيف تربوا ومتى تحولوا إلى آلة للدمار؟
وكيف يمكن أن ننتشل السائرين على طريقهم الفتاك من النحو نحوهم؟ وننجي المجتمع من مشاريع قتلة مثلهم ؟
بل كيف تم التحقيق معهم أصلا؟ وهل تم العثور على سلاح الجريمة ؟
ثلاثي توجونين المشتبه به وسرعة القبض عليه ومارشح من أخبارهم للعموم وعملية الغدر الأليمة بالشهيد محمد سالم ولد ألما ألبسه الله ثوب الرضوان؛ يجب أن تكون بداية لمخطط عدلي شامل ينتقي فيه المشرع الموريتاني والقوة العمومية أفضل وأقصر الطرق النافية للقتل حتى ولو كانت بالشروع في تنفيذ أحكام الإعدام. بإعدام القتلة وإعدام الفقر وإعدام المخدرات والمخدِّرين وإعدام الجهل وإعدام البطالة وإعدام التسرب المدرسي وإعدام تأثيرات الطلاق وإعدام فكرة مدن الهامش.
إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا