قال أحمد نور الدين، الذي قدمته صحيفة هسبرس بالخبير في العلاقات الدولية، إن تأجيل الزيارة السابقة لوزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد للمملكة المغربية ، جاء بعد تزامنها : “ مع الحديث عن وساطة موريتانية بين المغرب والجبهة الانفصالية بتنسيق مع النظام الجزائري،؛ وهو ما قد يشكل تنفيسا لهذا النظام، خاصة بعد النجاحات التي حققها الملف في قضية الصحراء” ــ حسب تعبير نور الدين .
وتابع في تصريحات للصحيفة المغربية هسبريس قائلا: “أمام هذا الوضع، تلجأ الجزائر دائما إلى المناورة والكولسة، وبالتالي المغرب لا يرفض الوساطة الموريتانية في الاتجاه الصحيح؛ ألا وهو عقلنة ما تبقى من فلول الجبهة الانفصالية بالعودة إلى وطنهم، ويرفض الوساطة التي تكون بنفس جزائري والتي تجعل موريتانيا مجرد أداة في الإستراتيجية والتكتيكات الجزائرية التي تريد إطالة أمد هذا الصراع”.
واعتبر نور الدين أن “الجزائر تدفع بموريتانيا في اتجاه المعسكر المعادي للمغرب وحشرها في وساطة قد يرفضها المغرب، وهو ما قد يجعل موريتانيا أقرب إلى الجزائر التي قد تظهر لها أنها ترفع من شأنها بتكليفها بمهام وساطة”.
وطالب أحمد نور الدين موريتانيا بما دعاه "الوضوح في قضية "الوحدة الوطنية"؛ فإما أنها مع المغرب، وسيترتب عن ذلك تعميق الشراكة الإستراتيجية والتاريخية والعائلية والقبلية والاجتماعية؛ وإما أنها ستختار دعم المشروع الانفصالي، وفي هذه الحال عليها أن تتحمل مسؤوليتها وما ستؤول إليه الأوضاع”.
وأوضح المحلل المهتم بقضية الصحراء المغربية أنه “لم يعد مقبولا أن تبقى موريتانيا في المنطقة الضبابية؛ وهو ما يستشف من خلال تصريحات وزير الخارجية الأخيرة”.