شهد الحفل الذي نظمته إذاعة موريتانيا ليلة الثلاثاء الماضية لتكريم المتفوقين في النسخة الرابعة من مسابقة حفظ وتلاوة القرآن الكريم العديد من "الكواليس " ، التي تجاوزتها أنظار كثير من الصحفيين الحاضرين رغم رمزيتها ، ما جعل "نوافذ " تقف عندها في تقرير أعدته عن التظاهرة .
مدير يستحضر نظرية المؤامرةفي خطاب "الكج"
المدير العام للإذاعة وفي خطابه بالمناسبة بدا مستحضرا لنظرية المؤامرة عليه ، وأظهر نفسه وقد تكالبت عليه القوى لتطفئ نور الله الذي أظهره على يديه .
في خطابه الذي دام أكثر من نصف ساعة رد المدير على أعدائه المفترضين ، وصوّرهم على أنهم شياطين يحاربون أولياء الله ، وحكمه الذي لا راد له .
المدير الذي سدت الأبواب في وجهه يوم أطلق مشروعه ــ على حد تعبيره ــ قال إن إحراق الكتب في يوم انطلاقة بث إذاعة القرآن التجريبي وتمزيق المصحف في يوم تدشين قناة المحظرة ، وتزوير صفحات لتشويه صورة القناة اليوم على الفيس كل ذلك تجل من تجليات الحرب المعلنة عليه لكنها حرب خاسرة فهذا "عمل قدره الله وهو يحفظه ، فعلى أعدائه أن لا يتعبوا أنفسهم "فمن ينصره الله لا غالب له ".
حرب عبدة الرأي الواحد وفرسان الكؤوس
إذا كانت كل تلك الأحداث ليست اعتباطا فإن سهام المدير التي وجهها إلى خصومه ليست اعتباطا كذلك ، فمن سماهم بعبدة الرأي الواحد واضح أن المدير يقصد بهم مصارعيه في التلفزيون الموريتاني ...وغير بعيد منهم يجلس فرسان الكؤوس الذين يملؤون الكؤوس قبل أن يملأ عليهم المدير النفوس بالقرآن ــ كما تعهد بذلك في خطابه ــ ...
وفي ختام خطابه تعهد المدير أيضا بمواصلة "كج " كل أولئك بالقرآن فليسوا حسب توصيفه سوى ثلة من المشركين والمنافقين "الذين يقولون لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه " ويقولون "لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا " .
قراء يحرّزون المدير المحسود !!!
سياسة المواجهة بالقرآن بدأها محمد الشيخ في حفله حيث جلس وأرشد القارئ الذي اختتم الحفل أن يركز على سور التحريز وكأنه يرقيه بها ، فقرأ القارئ "إنا أعطيناك الكوثر" وكرر الآية "إن شانئك هو الأبتر " كما قرأ المعوذتين وتوقف كثيرا عند "ومن شر حاسد إذا حسد " وهي الوقفات التي أعجبت المدير وتهللت أسارير وجهه وكأنه اطمأن إلى أن الحرز قد عصمه من أعدائه الذين يتربصون به الدوائر .
الترارزة ظلمتها السياسة وأنصفتها المسابقة
ربما من الغرائب التي شهدها الحفل أن ولاية الترارزة التي حرمها المنظمون من التمثيل في تكريمهم لجيل المحظرة المؤسس وجيل المقاومة ، بعد ما اكتفوا في تكريمهم لهذين الجيلين بأعلام تشم فيهم رائحة السياسية حيث تم تكريم الشيخ سيد المختار الكنتي في مغازلة واضحة لمستشار الرئيس ، كما كرم الشيخ ولد عبدوك في مغازلة واضحة للنائب ولد الليلي تماما كما هو حال تكريم محمد المختار ولد امبالة في مغازلة أيضا مكشوفة لرئيس مجلس الفتوى والمظالم ، وربما نقص من مصداقية هذا التكريم أن الإذاعة تكرم ولد عبدوك وولد امبالة عن جيل أعيان المقاومة وهما من منطقة واحدة بل ومن مدينة واحدة تقريبا هي تمبدغة وتتجاهل من قاوموا في الترازرة ربما لتخيل للجمهور أنه في الترارزة لم يكن هنالك ممثل لما تسميه الإذاعة مقاومة .
ولاية الترارزة التي ظلمتها السياسة انتصر لها التنافس الحر والشفاف الخالي من الأغراض الشخصية حيث كان الثلاثة الأوائل في مسابقة القرآن من الترارزة وهم :
أحمد ولد محمودا
وموسى ولد الشيخ
محمد نذير ولد محفوظ
كما كانت الفتيات الفائزات في مسابقة مجالس التلاوة من الترازة وهن :
سكينة بنت عبد الله
وفاطمة بنت عبد الله
ولم يكن التنافس وحده هو من انتصر للترارزة بل انتصرت لها القرعة أيضا بين المحاظر أفرزت القرعة محاظركلها في الترارزة أو محيطها القريب "البراكنة ونواكشوط " فكان الفوز من نصيب محظرة أهل ألما ، ومحظرة أدنش ، ومدرسة آل سخنا في السبخة .
أخطاء ابروتوكولية
لم يخل الحفل من أخطاء ابروتوكولية قاتلة من أهمها أن مدير الإذاعة رحب في كلمته بوالي ولاية نواكشوط الغربية الذي لم يكن حاضرا ، وتجاهل حاكم مقاطعة الكصر الذي كان حاضرا للحفل .
كما أن البروتوكول العادي يقتضي أن يجلس مدير الإذاعة عن يمين الوزير ثم يجلس الحاكم أو الوالي فتم خرق لبروتوكول ليجلس المدير بعيدا عن قلب الحضور ربما ليتيح لنفسه حرية الحركة التي يعشق .
من الأخطاء البروتوكولية القاتلة كذلك ، والتي كان للسياسة دورها فيها هي استدعاء أجنبي على ولاية آدرار لتسلم تكريم الأمير سيد أحمد ولد أحمد العيدة مع أن في الحضور من المدعوين بعض أعيان الولاية ، بل ولم يقتصر الأمر عند ذلك الحد وإنما تم اختراع اسم جديد على العائلة هو "أحمد ولد أحمد " ثم قيل بعد ذلك أنه ليس بحاضر والواقع أنه ليس ضمن أفراد العائلة الكريمة .
من الأخطاء البروتوكولية أيضا تسليم تكريم ولد عبدوك للنائب محمد ولد الليل مع أن هنالك ابن دوحة الإمارة ولد امحيميد النائب في البرلمان .
أصدق ما قيل في الحفل
من "الكواليس " التي رصدتها نوافذ أن الحفل تضمن قصيدة ألقاها شيخ مسن بالغ فيها في مدح الرئيس محمد ولد عبد العزيز وبعد ما انتهى من إلقائها قال له الصحفي علي عبد الله شكرا لشيخي ، فعلق بعض الحضور بقوله " والله إنها أصدق كلمة قلتها فهو شيخك حقا لأن ما سمعنا في نظمه هو نفسه الذي تعودنا على سماعه في نثرك " .