قبل أكثر من أسبوعين وفي يوم الخميس 22 نوفمبر 2015م تحديدا بدأت قصة اختفاء الفتاة (ع .س) من قرية طيبة في الجنوبي الشرقي من مدينة ألاك ، بعدما ذهبت من بيت أهلها صباحا لجلب عدد من بطاقات التزويد لخالتها التاجرة .
شغلت عيش الرأي العام المحلي وملأ خبر اختفائها بيوت البركنيين ، وحولت فرحتهم بعيد استقلالهم الوطني إلى مأتم ، يتعاطفون فيه مع أم مكلومة بفقد فلذة كبدها .
بعد ثمانية عشر يوما من الاختفاء المحير استدعى الأمن والدة الفتاة ووجه لها تهمة تدبير اختفائها المثير بعدما أوصلته تحرياته إلى أن الشبهات تحوم حولها ، بعد إنذار الأمن انصرفت الوالدة بعد يوم من النكران وهي عازمة على أن تحل اللغز في القريب العاجل .
لم يكن ذلك القريب العاجل سوى صبيحة يوم أمس الأحد 13/12/2015م الذي أعلن فيه عن العثور على الفتاة عند مدخل مدينة بوكى ، لتتجه الأنظار مجددا إلى قلب الحدث مدينة ألاك وبالتحديد مفوضية الشرطة بالمدينة ، التي استضافت عيش منذ ساعات الصباح الأولى ، حيث بدأ رجال الشرطة في استجوابها ، غير أنها رفضت الإجابة على أسئلتهم قبل أن تتراجع وتخبرهم عن رضيعها الذي تركته وراء ظهرها بمدينة بوكى ، ثم تبدأ في رواية قصة العشرين يوما من الاختفاء .
الحكاية من البداية ...من التعليم إلى الحماية المدنية
مصادر "نوافذ " تقول إن الفتاة توجهت في صبيحة يوم اختفائها إلى مدينة بوكى وعند مدخلها وتحديدا في قرية "امبلاجي " نزلت عند أسرة قدمت لها نفسها على أنها معلمة عقدوية جديدة على المنطقة وتريد منزلا تأوي إليه حتى يتبين لها الخيط الأبيض من الخيط الأسود ، رحبت الأسرة بالفتاة وقالت عندها وباتت ، ثم غادرت في صبيحة اليوم الموالي إلى مدينة بوكى حيث نزلت عند أسرة زنجية بالمدينة أجَّرَت من عندها بيتا وقالت لهم إنها تعمل في الحماية المدنية ، فكانت تغدو كل صباح إلى المدينة موهمة الأسرة أنها تعمل ثم تعود بالليل لتنام ، دون أن تلفت انتباه الأسرة ...
بعد نحو عشرة ايام من الإقامة في المنزل الجديد بدأت الفتاة تقاسي آلام الحمل ليضطرها الألم إلى استدعاء والدة الأسرة التي تقيم عندها وتطلب منها أن تذهب بها إلى المستشفى ، بدأت الوالدة في التهيؤ للذهاب معها لكنها فاجأتها بوضع جنينها ...بعد اكتمال عملية الوضع عرضت والدة الأسرة على الفتاة الذهاب إلى المستشفى لكنها رفضت قائلة إنها بصحة جيدة ولا حاجة لها في المستشفى ...
نسب جديد
وكانت الفتاة قدمت نفسها للأسرتين اللتين أقامت عندهما بالتفاوت بمعلومات مغلوطة تقول فيها إن أباها من أصل خليجي وإن والدتها من مدينة كيفة ...
بعد أيام من الغدو والرواح اشتبه في الفتاة إمام مسجد مجاور للأسرة وأبلغ عنها الشرطة التي قبضت عليها ونقلتها إلى ألاك حيث باشرت مفوضية ألاك التحقيق معها في أسباب اختفائها ودوافعه .
اختفاء مدبر ...وقصة حمل قديمة
المعلومات التي حصلت عليها "نوافذ " تقول إن الفتاة صرحت للشرطة أنها فطنت لحملها في مارس 2015م وأنه علق بها من مدينة نواكشوط ، وحاولت إسقاطه لكنها لم تتمكن من ذلك ...لتقرر الاختفاء بعدما قرب وضعها ، حيث كانت تستعمل رقمين تتواصل من خلالهما مع أهلها ...
وما زالت الفتاة محتجزة عند شرطة مدينة ألاك التي رفضت تسليمها أمس لذويها الذين جاء بعضهم يطلب أن تطلق للمبيت معهم البارحة ، وينتظر أن تأخذ القضية مسارا عدليا حتى يتم فك طلاسمها أكثر .