على فترة من القراءة بسبب عوارض جمة، وقع في يدي كتاب: "الروضة الندية من معاني القصيدة المولدية" لمؤلفه فتى الفتيان، وزينة الشبان، أخي العزيز إسماعيل بن محمد يحي ابن أشفقنا الله، حفظه الله ونفع به.
أردت أن أتصفح الكتاب على عجل كنوع من الترحيب به في مكتبتي، فتلك عادتي مع كل كتاب جديد، ألقي عليه نظرة سريعة على أن أعود له عندما تكون الظروف مواتية، بدأت قراءة مقدمة الكتاب فشغفتني حبا بديباجتها العجيبة، ولغتها السلسة القريبة، فطفقت ألتهم الصفحات تباعا، وأجوس خلالها منتشيا، بما حوت من جميل العبارة، ودقيق الإشارة، بأسلوب سهل منساب، حوى من كنوز الأدب مالم يحوه الأدب الصغير ولا الكبير.
تنقلت بين صفحات الكتاب أودع الواحدة بشوق لاينسينيه إلا شغفي بالتي ستتبعها، فاستفدت من كنوز البلاغة، ونهلت من معين الأدب الرقراق، ما لم أستفده من كتب كثيرة، أضعت في اقتنائها المال، وفي مطالعتها الجهد والوقت.
لقد قرأت الكتاب حتى أتيت على آخر صفحة فيه دون ملل ولا كسل، وما أغلقته إلا على أمل العودة إليه في أقرب الأوقات...
لا أستطيع أن اقول عن تعليقات الأستاذ إسماعيل على القصيدة المولدية ما قال الشيخ الكنتي في مجاراته لابن مالك في فتح الودود، لكنني يمكن أن أقول بكل ثقة: إن تعليقات المؤلف قد قربت للقارئ معاني هذه القصيدة بأسلوب رصين، ومسلك من البلاغة مبين ...
فأسال الله للكاتب أن يوفقه وينفع به، كما أسأله للكتاب أن يضع له القبول، حتى يحصل لقارئه المأمول ....
ثم إني أرشد أهل الذوق من الأدباء والمتأدبين إلى هذا الكتاب، ففيه أدب وفير، وعلم غزير.
الدكتور محمد احِيدْ ولد الشيخ سيدي محمد ولد حَمِيلِي.(دحيد حميلي).