بين يدي بعثات الحزب الحاكم / إسلمو أحمد سالم
ستنطلق بعد أيام بعثات لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية لتجوب طول الوطن و عرضه ، و الهدف المعلن هو شرح مضامين قراءة الحزب للوضعية الاقتصادية و السياسية للبلد ، و الهدف الواقع هو القيام بحركة ليرى أن الحزب ليس في سبات كما يقول لبعض المراقبين ، و لا يخفي إظهار بعض وزراء الدولة محاولة إيقاظ فكرة ارتباط الحزب بالحكومة و الرئيس ، و التي تدفع الكثير من الناس للبقاء فيه رغم المآخذ عليه ..
لا يخفى على الجميع الصراع المرير بين القادة الشباب و المثقفين الوطنين و بعض من شابت رؤوسهم في ممارسة الإيدولوجيا القومية و وجدوا نفوسهم صدفة في قيادة الحزب و يسعون للاستحواذ عليه ، و لم توفق القيادة التي كلفت بتسيير المرحلة في تغطية و تجاوز تلك الخلافات ، بل خضعت أحيانا لابتزاز بعض بارونات القوميين المتحجرين..
جميع الموريتانيين يعلمون أن الحزب صاحب المليون منتسب ولد من رحم لجنة الإصلاح التي شكلته على مقاس طموح قائد تلك المرحلة و الأوركسترا التي كانت تحيط به ، لكن الرئيس الحالي تعامل مع الأمر بحكمة و انتزع الحزب و مرجعيته، و تغاضي عن بعض الرؤوس التي تحولت إلى حملان ، و ترك المؤتمر ينتج بنى حزبية لم تقنع الناس ، لكنها تجاوزت ذلك لتلبية رغبة الرئيس بتهدئة الأوضاع السياسية، الانتقال لمرحلة وضع أسس للتنمية و محاربة الفساد و محاسبة المفسدين.
على اللجان المكلفة بالانتقال داخل الولايات أن لا تتعامل مع اللجان القاعدية و القادة المحليين إلا بنفس الدرجة التي تتعامل فيها مع طيف واسع غيب عن المشهد الحزبي و الانتخابي بسبب هيمنة جهات كانت نافذة في العشرية و استغلت ذلك من أجل تغييب مخالفيها.
على اللجان أن نتعترف بالمرجعيات الاجتماعية و الروحية و تزورها ، و تلتقي بكل الفاعلين المحليين دون تمييز ..
الجميع يعلم أن الحزب بصيغته الحالية لا يرضي تطلعات الرئيس، و يرى فيه الرأي العام امتدادا للحكم السابق ، و يتوقع أن تتغير خريطته عندما تنتهي كبريات القضايا الوطنية التي نتوجه إلى كالمحاكمات و الحوار المرتقب و الحكومة التوافقية المرتقبة ..
ستكون البعثات فرصة لتغيير الصورة النمطية عن الحزب الحاكم التي تغلب عليها الإشهارية و القبول الأعمى لمجريات الأمور، و ذلك بتقديم خطاب عقلاني مدعم بالأدلة و واقعي يتحرى الدقة في المعطيات و الموضوعية في التحليل ..