قال الأستاذ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية بجامعة نواكشوط يعقوب ولد السيف إن كليتهم في حالة يرثى لها حيث توفي عميدها قبل أكثر من سنة ودخل عليها أجانب في العدة ....و لم تسير حتى الآن من هيئة منتخبة ، وليست فيها مجالس علمية وهيئاتها منتهية الآجال ، وتسير بالبركة ــ حسب تعبيره ــ
وأضاف ولد السيف في مقابلة له في برنامج "ضيف وحوار " الذي يقدمه الزميل عبد المجيد ولد إبراهيم ـــ سننشرها كاملة لاحقا ــ أضاف أن من بين أساتذة الكلية من يبذل جهودا في تسييرها لكنه تسيير خارج القانون .
وفي رد على سؤال عن تفسيره لكون جامعة نواكشوط خارج التصنيف العالمي للجامعات قال ولد السيف : إنها لم تأخذ طريقه ففيها سنويا لا تعقد ندوة واحدة ...
نظام LMDوسنة التعليم
وعن ملاحظاته على سنة التعليم قال ولد السيف : لم ألاحظ استفادة في سنة التعليم ولم يتغير شيء في سنة التعليم ...وسنة التعليم أعتقد أن الناس تريد منها شيئا ليس هو المقصود منها ، فالتعليم لا يغير في سنة والهدف من سنة التعليم زيادة الاهتمام فقط ...وليس معناه قضاء على الجهل أو تحقيق التعليم في سنة .
وعن الجامعة كلها أكد ولد السيف أنها في حالة تعب شديد وأن من أبرز معيقاتها نظام LMD الذي أفرغ من معناه حيث ينص في بنوده أنه اقر لأنه متجانس في بنيته مع أنظمة التكوين العالي الدولية ويدمج ضمن التكوين التقوية في اللغات والتواصل والمعلوماتية ، أما عندنا فدفعاتنا تخرجت ولم تمس الآلة الطابعة يوما ولم تدرس المعلوماتية ، وترقية اللغات لم يساهم النظام فيها ، لأنهم لم يعرفوا هل سيدرسون اللغة أم المصطلحات ، وليس لديهم من يدرس اللغة ، كأساتذة لغة ، والمصطلحات ليست هي اللغة ، إذن فيجب حذف تقوية اللغات والتواصل والمعلوماتية .وحين نلغي هذين العاملين ، نكون قد مسسنا النظام من الداخل ، لأنه يعتمد على البحث ولغة الباحث لا يمكن أن تكون واحدة ، وحين نلغي المعلوماتية والتواصل معناه عجز عن الاطلاع على المعلومات الهائلة المتاحة ، وعدم معرفة اللغة وعدم القدرة على المكتبية ، معناه فشل مضاعف للنظام لأن أدوات الطلاب في البحث غير موجودة .
وأيضا ينص النظام أنه "يسمح للطالب بالاختيار بين مسلك ذي صبغة عامة ومسلك ذي صبغة مهنية وهذا على مستوى كليتنا غير موجود لأن نفس المسميات التي كانت عندنا هي التي ما زالت عندنا لم يطرأ جديد .
ينص النظام كذلك على أنه يسمح للطالب بإعادة التوجيه داخل مؤسسته أو الانتقال من مؤسسة إلى أخرى ، وهذا هو أبعد شيء عن الواقع عندنا ، فكليتنا الآن فيها لجنة التوجيه والبحث العلمي توجه الطلاب وحتى الآن ما زال الطلاب يريدون إعادة التوجيه لما ذا لأن حجم الاستيعاب محدود ، وعلى مستوى كلية القانون ، وهي أتعب من الكليات الأخرى الأخرى المشكلة أن طلاب التخطيط يريدون التحويل وممنوعين معناه أن الحديث عن تمكين الطالب من اختيار مساره غير موجود لأنه مجبر لا مخير .
السياسة مصدر استنزاف وفشل
وعن دور السياسة في هذا الواقع المأساوي في الجامعة قال ولد السيف : السياسة هي مصدر الفشل في الجامعة ، وذلك يعود إلى تسجيل النقاط بين السياسيين معناه أن تدخل الفاعلين السياسيين في المجال التعليمي سافر وقاتل فلما ذا الصراع على الساسة ؟ لأنها هي التي عن طريقها يمكن للفاعلين السياسيين إيصال الخطاب إذا هذا مفهوم ، ما يتم على مستوى الكليات هو عبارة عن تسجيل النقاط بين المعارضة والأغلبية ، فالسلطة هدفها أن يتم افتتاح العام الدراسي وانتهاء بسلام دون إضراب ، في سبيل هذا الهدف يتم تجاوز المعايير الأكاديمية والموضوعية ، ويتم احتواء كل تطلع نقابي للتعبير من الأساتذة أو من الطلاب .
أما المعارضة فتسعى للتغلغل داخل النقابات لتوجيه الضربات تلو الضربات للسلطة ، من خلال تحريك الساحة الطلابية ، إذن ضاعت العلمية والأكاديمية في ظل هذا الصراع ، الذي أدى إلى معركة تسجيل النقاط ...بين الفاعلين إلى أن أصبح ذلك هو الهدف والغاية ، هدف الإدارة عام دراسي بدون إضراب ، وهدف المعارضة أن يكون عاما مضطربا .
أما استنزاف الأساتذة فالأساتذة أغلبهم انضم إلى التعليم العالي للحصول على وظيفة ، ولذلك تلاحظ أن مستوى حضور كلية العلوم في الدائرة الأولى في الدولة غريب وعجيب ، أهم أساتذة كلية العلوم الذين لا يوجد مثلهم ، ذهبوا في وظائف إدارة الديوان والوزارة كذا والوزارة كذا ...فأساتذة كلية العلوم الذين هم أساتذة من نوعية نادرة اشتغالهم بالعمل السياسي حولهم من مصدر لتدريس طلاب محتاجين إلى السياسة ...والكليات الأخرى عيونهم على ذلك إلا أنهم لم يصلوا إليه ، معناه أن جميع المتميزين من الأساتذة والذين لديهم قدرة وملكات معينة يستقطبون في إطار السياسة ...وهذا يؤدي إلى أن جزء أساسيا من الأساتذة الفاعلين المهمين خارج إطار العملية التدريسية .
وعن تحرش الأساتذة بطالباتهم في الجامعة قال ولد السيف : أعتقد أن فيه مبالغات ، إلا أن العلاقة منذ زمن طلبة المعابد كانت علاقة جسدية فسلطة الأستاذ على الطالب سلطة جسدية ، والأستاذ انطلاقا من مركز التأثير يمكنه استغلال ذلك ، لكن في المقابل الاساتذة يتعرضون للكثير من الأمور والمضايقات ..
التحرش عاد في ثقافتنا
وأضاف يعقوب : "مفهوم التحرش في الثقافة الشعبية من المفاهيم العادية ، ينشدون الشعر الذي فيه شيخ وعالم جليل يراود أهل بيت في غياب والدهم ، هنالك تباهي بدرجة الاهتمام ، معناه أن هذه المفاهيم فيها شيء دخيل وتشنيعي ...والأساتذة في الغالب الأعم لا يمارسون هذه الممارسات ، مع أن هنالك حالات استثناء لا يمكنني إنكارها ...
افتتاح الماستر نموذج "حطاب الدشرة "
وعن مدارس الماستر قال يعقوب إنها نموذج لـ"حطاب الدشرة " حيث كنا قد طلبنا قبل إقراره النظام الفصلي وتقسيم السنة الأولى فجاء LMD ...أما الماستر فأصبحت موضة ، قبل هذا النظام كنت أدرس مادتي في عام وأصبحت أدرسها في شهرين مع أنه لم يتغير سوى الاسم .