أجبرت لوبيات النفوذ في الصحافة المحلية السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية على التراجع عن قرارين سابقبين لها ، أعلنتهما في بيانين متتاليين ، صدر أولهما بتاريخ 19 نوفمبر 2020م وأعلنت فيه لجنة تسيير صندوق الدعم أنها ستستقبل ملفات طلب الدعم لسنة 2020، في الفترة ما بين 23 نوفمبر و04 دجمبر، فيما أكدت في الثاني الذي وقعته في الثامن دجمبر2020 أنها لن تمدد فترة استقبال ملفات الراغبين في الحصول على الدعم العمومي ، وذلك بعد مراجعة طلبات بعض الراغبين في ذلك "صورة البيان مرفقة " .
أمس وفي وقت متأخر أعلنت اللجنة نفسها ــ عبر قنواتها الخاصة والتي ليس من بينها الموقع الرسمي للسلطة ــ تراجعها عن القرارين السابقين وتمديدها لفترة استقبال الملفات بعد مراجعتها لملتمسات مطالبة بذلك !!!
لكن السؤال الكبير ما الذي استجد في هذه الطلبات غير تدوينات فيسبوكية مطالبة بهذا التمديد وبعض الضغوط القوية من لوبيات النفوذ في الصحافة المحلية ، وأعوانها في الدولة العميقة.
بهذا التراجع تخيب السلطة العليا للصحافة آمال كثيرين استبشروا خيرا بتعيين رئيسها الجديد الدكتور الحسين ولد مدو، ورأوا فيه المنقذ الذي ينتظر منه الإصلاح أكثر من غيره ، وسيرددون "ما أشبه الليلة بالبارحة " فالقول ما قالته "حذام " ، لا ما يمليه القانون ويفرضه السنن الإداري الذي لا يعرف التراجع ، ولا لي أعناق النصوص والتواريخ .
كان حريا بالسلطة ولجنة التسيير أن تدركا أن القرارات الإدارية لا تعرف التردد ولا التراجع ، بل إن الاضطراب يضعف ثقة الناس في المؤسسات الإدارية ، ويشعر المراجعين لها بعجزها عن تحقيق الأهداف المنتظرة منها .
وقديما قال المتنبي :
لولا المَشَقَّةُ سادَ الناسُ كُلُّهُمُ
الجودُ يُفقِرُ وَالإِقدامُ قَتّالُ
وَإِنَّما يَبلُغُ الإِنسانُ طاقَتُهُ
ما كُلُّ ماشِيَةٍ بِالرَحلِ شِملالُ
إن علي المتقدمين لصندوق الدعم لهذه السنة أن ينتظروا من اللجنة قرارات ناسخة لما سبقها ، قد تستجيب لطلبات مؤسسات غير موجودة في الاستفادة من الدعم ــ كما كان يحدث ــ ، كما أن عليهم أن يتوقعوا أن تصل لوائح المترشحين لأكثر من خمسمائة فالضبابية الإدارية لا يمكن توقع نتائجها .
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تتراجع فيها لجان تابعة للسلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية عن آجال حددتها في بيانات رسمية ، وما تجربة اللجنة المكلفة بالمسح الشامل منا ببعيد، فقد أعلنت أن هذا المسح سيتوقف في 06-11-2020 ، والوقائع تثبت أنها أحصت كثيرين بعد هذا التاريخ الذي مضى عليه شهران دون أن ترى النور نتائج المسح ما يعني أنه لم يتوقف بعد .