نقطة_ضوء
غالبا ما لا ينقلب السحر على الساحر ولكن ضآلة الاحتمال لا تمنع الساحر من خوفه الدائم من اللحظة التي ينقلب عليه ظله و يلتهمه فيها ظلامه، تلك اللحظة لا يخافها سوى عظماء السحرة الذين ينجون في الغالب من فخها، بينما يأمنها المبتدئ فتنفجر في وجهه المسود شانقة غروره الكاذب.
منذ وصول الرئيس الحالي إلى سدة الحكم و مدير ديوانه يجند مئات الخلايا الإعلامية و يرسم صورة المسيطر لنفسه وصورة تتناسب عكسيا مع تلك للرئيس حيث يحرص على إظهاره في صور توحي بضعفه و خضوعه له و ألبومات الوكالة الموريتانية للأنباء شاهدة على ذلك و من المعروف أن مدير الديوان من أول مسؤولياته التحقق من ما يصدر عن الرئيس في وسائل الاعلام خاصة الرسمية منها، ونجد في المقابل كل صور مدير "الأزمات" ناصعة و شامخة و تم اختيارها بعناية و بمقارنتها مع صور الرئيس يتضح الهدف من وراء ذلك.
يريد مدي ر الديوان أن يوهم الرأي العام و المسؤولين بأنه هو المتحكم في كل ما يحدث داخل مكتب الرئيس و يحاول كذلك مسح صورة القائد التي ارتسمت في أذهان الكل عن الرئيس.
مؤخرا تم ترتيب إداري في الرئاسة عادي جدا و لا علاقة له بصلاحيات الرئيس إنما هو ترتيب كانت مؤسسة الرئاسة بحاجته إداريا، فقفز مدير الديوان بطاووسيته المعتادة محاولا استخدام الحدث لصالحه و تعزيز صورته في الإعلام موهما الرأي العام بأنه وسع دائرة نفوذه و بأنه أخذ ثلثي صلاحيات رئيس الجمهورية!
وهنا انقلب السحر على الساحر حقا وثار الشعب على صفحات التواصل الاجتماعي مستنكرا الخطوة الوهمية فَعَلِقَ مدير -الأزمات - الديوان في شر عمله فبدل تحقيق ما يتوهم جاءته نتيجة عكسية.
أعزائي أتسائل حقا عن سبب العمى الذي أصابكم؟ أهو سحر أم أزكم الحجر الصحي أذهانكم؟!
لماذا تنسون أو تتناسون عن قصد أن الرئيس هو جنرال من الجيش حكم المؤسسة العسكرية لعشر سنوات، وأنه من قاد المؤسسة العسكرية حاملا أعلى رتبة في الجيش على كتفيه على طول البلاد وعرضها يستحيل أن يتحكم به مدني لا يحمل شهادة ختم الدروس الإعدادية!
إن حقيقة مدير الديوان المؤسفة هي أنه شخص فارغ مثقل بأمراضه النفسية و فشله المتراكم و قلبه المريض (على عكس أسرته الطيبة خاصة أحد إخوته طيب المنبع)، فالصورة التي انطلق مسرعا في رسمها لنفسه وتحويلها إلى تمثال ينصبه على قبة قحف كل متملق هي مجرد محاولات لتغطية خراب ونقص داخليين، و بالتالي لا نلومه على تحطيمه لصورة رئيسه وسبب ما فيه من تمكن ونفوذ، لكن الرجل تحركه مكبوتاته و عقده ويتصرف دون وعي كامل بما يفعل.
و لا شك أن من يتساءلون بخبث عن مصير الميزانية التي كانت مخصصة لمكافحة الجائحة يعرفون جيدا أن الطاووس إذا أصابه جنون العظمة سيصرف الميزانية على بعض الصحافة و الجواسيس و ثلة من المخبرين و المتملقين ليعيش ولو بعد حين في ظل حلمه و يراقص وهمه ما سمحت الظروف بذلك.
و ما خفي كان أعظم و أشد وأجرم!
إننا أمام ظاهرة النفخ في جرف لا نهاية له و الاستمتاع بصدى الظلام و و تلفيق التهم بغية الانتصارات الوهمية للذات.
فكروا قليلا بمنطق و أزيلوا كمامات التضليل الإعلامي عن عقولكم.
من تخدعون ؟ (الدنيا ماه فوضى! )
-