ذات مرة كتب طه حسين الى زوجته سوزان يقول: «بدونك أشعر أني أعمى حقا,أما وأنا معك، فإني أتوصل إلى الشعور بكل شيء، وإني أمتزج بكل الاشياء التي تحيط بي».
هكذا هم أهلك ومحبوك ياصديقي.
كنت أعرف يابن العم أن الظلم لغة الجور ومجاوزة الحد ولكن عندماسجنوك طفلا تتوقدذكاء وفتوة حينها عرفت أن الظلم وضع الشيء في غير موضعه المختص به؛ إمَّا بنقصان أو بزيادة.
أما والله إنَّ الـظُّـلـم شـؤمٌ *** وما زال المسيء هو الظَّلوم
إلى دياَّن يوم الدّين نمضـي *** وعند الله تجتمع الخـصـوم
كانت 2006 سنة بؤس وحزن وفاتحة لسنوات عجاف على ’’حبيبتك’’ (قريتك) حيث غيبوك عنها بشكل مريب وأرخى الليل بعدك سدوله حتى صارالنهار ليلا , والحزن يشعرها باليأس والعجز في معظم الأوقات..وكأنه لاأمل يخفف بؤسها ولا ’’منديلا’’ تمسح به دموعا لاتتوقف وتنشدقول الضليل:
ولَـيْـلٍ كَـمَـوْجِ الـبَـحْـرِ أَرْخَـى سُـدُوْلَــهُ== عَــلَـيَّ بِـأَنْـوَاعِ الـهُــمُــوْمِ لِــيَــبْــتَــلِـي.
وذات مساء بعدك ياصديقي زرتها وإذابهاتبكي فقلت لها ومايبكيك؟ ولماذا لايكون لك أمل يخفف دمعتك التي يسقطها الحزن؟
هل تحفظين قول الشاعر:رأيت الدهر مختلفا يدور==فلا حزن يدوم ....قالت أنا سأكمل لك اليت ..’’ولاسرور’’..
وبعد تلك التساؤلات قلت لاعليك إن هذه الحياة عبارة عن ’’رواية’’ جميلة فاقرئيها ولاتتوقفي أبدا حتى النهاية وممكن هناك سطر محزن لكن قد تكون النهاية جميلة قالت لي مباشرة كأنك تقول لي أنني لاأستطيع أن نمنع طيور الحزن من أن تحلق فوق رأسي قلت لها ولكن بإمكانك منعها من أن تعيش في شعرك ثم اعلمي جيدا أن زين العابدين (رحمه الله) نظر إلى سائل يبكي فقال: لو أن الدنيا كانت في يد هذا ثم سقطت منه ما كان ينبغي أن يبكي عليها.
من لي برؤيةِ من قد كنْتُ آلفهُمْ==وبالزمنِ الذي وَلَّى فـــــلم يَعُدِ
لا فارقَ الحزنُ قلبي بعدَهم أبداً== حتى يفرقَ بين الروحِ والجَسَدِ
برهة من الزمن والشعور بالقلق المستمر وعدم الراحة والإحباط الشديد وفقدان الأمل بحدوث التغيير الإيجابي, تحقق لدي أن اليائس يرى نفسه وحيدا لاصديق له ولامقرب,إذن فكيف يثق بأحد؟.
عاشت في أجسادمحبيه الإنطوائية والإنزواء وعدم مخالطة الآخرين وكل واحد منهم يجلس منفردا معظم الوقت, ومما سبق فإني أطالب ذوي الأقلام الحرة الكتابة عن هذا الشاب والوقوف مع أهله في محنتهم والمطالبة بالتدخل في قضيته.
المدعو عبد الله ولد أحمد اندَيَّه ,المسجون في الجزائر متهم باالإنتماء إلى ’’القاعدة’’ وهي تهمة لايعضدها قول ولافعل وحتى لوافترضنا أنهاصحيحة فإنه من المعلوم بالضرورة أن القاصرمسامح قانونيا وخاصة أنه وقتئذعمره 17 سنة إضافة إلى أن من اعتقل وقد تأكد قيامه بعمل جنائي يختلف الحكم عليه عمن اعتقل بمجرد المرافقة مع من يتهمون بعمل جنائي,ولم يثبت لحد الساعة تلبسه بأي عمل ضد دولة الجزائر التي اعتقلته ولا ضد وطنه الذي لا يسعه غيره.
في الحقيقة ثمة أشياء لايجلبنا لها إلا الفضول وهذا ليس بجديد , منذ القدم فالفضول مرتيط بالوضع الأخلاقي والحضاري العام الذي يسود البلدان العربية التي تؤثر فينا ونؤثر فيها بصورة متبادلة, إذ أن هذه الصفة موجودة في كافة المجتمعات البشرية , لكنها تختلف من مجتمع لآخر شدة وضعفا وفقا للمستوى الحضاري والثقافي لهذا البلد أو ذاك, وبإمكاني أن أجزم هنا بأن نسبة 99% من ولوج عبدالله في ذلك الفكر إذاصح انتماؤه له ليس إلافضوليا لاأقل ولاأكثر.
الحرية ل:عبدالله
بقلم: محمدن ولد اسماعيل