دخلت التلفزة الموريتانية منذ عدة سنوات لكي لا ارى ولا اسمع ولا اقول شيئا
لم التحق بها لكفاءة ولاشهادة ولاخبرة فقد تركت الدراسة مبكرا لان علامات الذكاء لم تظهر علي ولم يطق المعلمون الابقاء علي فى حجرات الدراسة
قيض الله لى قريبا نافذا ادخلنى التلفزة من احدى النوافذ
اعترف اننى سببت ارتباكا نفسيا للمشاهدين على قلتهم ليس لجهلى اوضعفى اولاننى لا املك وجها تلفزيونيا ولا صوتا اذاعيا ولكن لاننى كنت اقدم النشرة الرئيسية مساء والبرنامج الديني زوالا وبرنامجا للاطفال بينهما ثم اقدم برنامجا حواريا واظهر فى برنامج طبي واستدعى لادارة برنامج ثقافي لينتهي بي المطاف فى برنامج للوجبات المنزلية ليعهد الي لاحقا بتقديم البرنامج الرياضي والتعليق على مناظرمن البادية الموريتانية
اعيش بدماغ دجاجة لاطموح لدي فهنا انتهت كل احلامى وطموحاتى اشبه هاتفا صينيا يستقبل الرصيد ويملك القدرة على التنبيه الى نفاده لا اقل ولا اكثر
كل شيئ هنا يسجل في لاعيد اجتراره فلا حضور لى ولا لمسات اذلاشيئ لدي اقدمه ولاشيئ يقدم لى غاية املى ان استلم راتبا اوعلاوة اومكرمة من اي نوع
هنا كل شيئ بالقرابة والزبونية والخدمات الاجتماعية الكل يدفع للكل من ماله اوكرامته فالحقوق هنا غائبة وان حضرت فهي تشترى ولايحصل عليها بالمجان
المهنية الاستقامة الابداع الصحفي الالوان الصحفية عبارات اسمعها ولا اعرف عنها شيئا ربما كانت مقاطع من قصيدة لشاعر جاهلي اوقصيدة لاحد عمالقة الشعر الحر
اطرف موقف عشته هو اننى كنت فى تجمع سياسي كبير داعم للرئيس يشرف عليه رجال الاعمال وخضت للحصول على شرف تغطيته معركة طاحنة مع مدير قطاعى والمدير الذى يليه والادارة التى فوقنا جميعا وبمكالمة من قريبى الذى جاءبى اصلا سوي الامر وكلفت بالتغطية وانا واثق اننى ساعود على الاقل بمليون اوقية فرجل الاعمال المشرف على التظاهرة مفسد معروف ينفق فى كل واحدة من شطحاته مليارات الاوقية دون رقيب اوحسيب
انتهى النشاط ويبدو ان رجل الاعمال اعطى ملف الصحافة لبشمركي معروف فى الصحافة الحرة ياكل بسبعة امعاء
المهم ان البشمركي اعطانى مظروفا ورقيا ثقيلا كتب عليه اسمى وقال لى هذا لك انت اما التلفزة فقد اعطيناها ثمن التقرير مسبقا
عند عودتى فتحت المظروف كانت به مجلة قديمة هي سبب اكتنازه وثقله ومعها ورقة مكتوب فيها بخط جميل "اللهم اجعلنى صحفيا حقيقيا له وجه تلفزيوني وصوت اذاعي واسمح لى حف المشاهدين الذين عذبتهم باطلالاتى التى اصبحت كالصلاة على النبي فى دلائل الخيرات"