الخليلان خلوا بينهما
الإمام خليل المالكي صاحب المختصر الملقب ضياء الدين أحد أبرزعلماء المالكية،بالرغم من أن أباه كان حنفي المذهب .
عمل مدرسا للمالكية بالمدرسة الشيخونية،وله تأليف في شرح مختصر ابن الحاجب عنوانه التوضيح ،فضلا عن مختصره الشهير.
لم تقدم لنا التراجم كبير شأن فيما يتعلق بتاريخ ميلاده ونشأته ،باستثناء ذكر عابر لاشتغاله بالجندية ضمن جملة أجناد الحلقة المنصورة،وزواجه بامرأة تسمى كمالية بنت القاضي.
واختلف كذلك في تاريخ وفاته.
والواقع أن اهتمامنا ينبغي أن ينصب على المكانة العلمية للرجل.
هنا نسجل اعتراف من عاصروه بعلمه وعمله وزهده وورعه.
قال الحطاب:" و ألف هذا المختصر الذي لم يسبق إليه، وأقبل الناس جميعهم عليه، ومناقبه -رحمه الله -كثيرة".
وقال ابن القاضي:" كان رجلا صالحا فاضلازاهداعالما عاملا".
وتلاميذ الشيخ خليل كثر ، ومن أبرزهم : ابن الفرات وابن فرحون وابن التنسي والبوصيري...
ومن المعلوم أن كتاب المختصر من أبرز المدونات في المذهب المالكي، وقد جمع علما غزيرا وفروعاكثيرة، وهو آخر مؤلفات الشيخ خليل، وأخذ تحريره أزيد من عشرين سنة:
يا قارئا مختصر الخليل لقد حويت العلم ياخليلي.
وبعد:
هل جمع خليل في مختصره كافة المسائل الفقهية ؟
وهل ثمة حاجة إلى التنقية والمراجعة والغربلة طبقا لفهم ثاقب لمقتضيات الزمان والمكان ؟
ردا على السؤال الأول ، أعتقد أن الشيخ نفسه لم يدع الإحاطة ،وبين الأمر بجلاء في مقدمته.
أما السعي إلى الرد على السؤال الثاني، فأشفق على نفسي من مقاربته ،نتيجة قلة زادي المعرفي وعدم خلو الدرب من المزالق والأشواك .
بيد أن شيخنا الخليل النحوي ،حينما يتحدث في السياق ذاته ،فمن البداهة أن يطمئن قلبي وتصغي أذني.
شخصيا أدعو أستاذنا الدكتور الخليل إلى بسط أفكاره ورؤاه بهذا الشأن .،
ومع احترامي للآخرين ،أدعوهم إلى النقاش الفكري الجاد ،إذ لن يصدق أي منا أن "الخليل" قلل من شأن "خليل".