أحسن محمد عليون استغلال "الاستقلال".. ففي الوقت الذي يبلغ فيه التردي الإقتصادي غايته، ويعاني فيه الشعب ما يعانيه من سوء الأحوال المعيشية، لم تعجز الرجل حيلة يجدها ليشغل شعبه، الذي غدا أشغل من ذات النحيين. فقد كانت الزيارات الداخلية و أكذوبة "الحوار" أشبه بمصاصة رضيع، لاهي تدرُّ عليه لبناً سائغاً، و لا هو يملّ من لَهْجها. الاستقلال أيضا كان فرصة لإشباع رغبة ولد عبد العزيز الديماغوجية في أكل أدمغة مواطنيه، فقد ظهر أمامهم بمظهر العسكري الحريص على هيبة المؤسسة العسكرية، و الرفع من قدراتها القتالية، فذرّ بذلك رماد الوهم في عيون السطحيين.. كما ظهر الرجل بمظهر الغيور على تاريخ البلاد، العاضّ بنواجذه على قيّمها، الذي لا يرضى بأن توصف أم التونسي بأنها "كرّست الانقسام".. و لكنه يرضى بأن يجوع المواطن و يَعْرَى و يُضام، و أن ينهب ثرواتها ثلة من أقاربه و المقربين منه. أية إنجازات تلك التي قدم ولد عبد العزيز للمواطن الموريتاني و هو يضحك بها على ذقنه.؟!.. لتدققوا فيها: في المال الذي أنجزت به.. و في ملابسات منح صفقتها.. و في مردويتها على المواطن الموريتاني، و في ترتيبها في لائحة أولوياته.. و في شفافية و نزاهة العمل و مطابقته للمعايير المتوخاة.. فسينجلي للممعن نظراً، أن في ذلك إجهازاً على الوطن و ليس إنجازاً.. يمكنني أن أعتبر ولد عبد العزيز أغبى من يتحدث في مؤتمر صحفي.. فقد أصم آذاننا أكاذيب و ترهات.. فمن يصدّق أن "دول جوار ترسل مواطنيها ليتلقوا العلاج في موريتانيا"؟!.. و من يصدق و هو يرى المواطنين يتساوكون كالأغنام العجاف، يعركهم الفقر عرك الرحى، أن الإقتصاد ينمو، و البلاد تتطور.. و المواطن معافى في بدنه، آمنا في سربه.؟! إنني أعتبر نفسي من أقرب الناس للمناضل القمة بيرام ولد الداه ولد اعبيدي، و يمكنني بحكم معرفتي الدقيقة لتفاصيل علاقته بالزين ولد زيدان، حيث عيّنه متحدثا باسم حملته، قبل أن يستحيل صفاء علاقتهم جفاءً، أن أوكد لكم تأكيداً قاطعاً أن ما تحدث به ولد عبد العزيز بخصوصها لا أساس له من الصحة، جملة و تفصيلاً.. الرجل (و الرجولة ضروب) تحدى الشعب الموريتاني، حين قال إنهم يريدونه أن يعلن عدم ترشحه لمأمورية ثالثة، و هو ما لن يفعله.. و كأن بإمكانه أن يعلن غير ذلك، حيث يقتضي المنطق أن "لا يوصف المحل بالشيء إلا إذا كان قابلا لضده". لو كان فيها، معارضة و موالاة، رجل رشيد، لأقاموا الدنيا و لم يقعدوها، لزلة هذا الديكتاتور الأرعن.. غير أنهم قصب هوت أجوافه، فلو يُنفَخون من الخؤرة طاروا.! لقد ملأ الرجل أسماعنا افتراءً.. في وقت لم يعد يطيق فيه سماع رأي مخالف لرأيه.. فقد سجن بيرام و عمر بن ابيبكر و تعود سجن النشطاء الشباب.. و سحب صفة النفع من "هيئة المختار ولد داداه" لأنها عبرت عن رأي و موقف من تسمية المطار الجديد بأم التونسي. و لكن ماذا تتوقع من دولة يحكمها أراذلها.؟! قبعتي للحقوقية فاتيما امباي.!
نقلا عن صحيفة تقدمي