أعتذر إليكِ بُنيتي،
بكل الصدق أعتذر إليك،
أنتِ التي لم نستطع خلال عشر سنين أن نصل إليكِ،
لم تتمكن اسنيم ولا خيرية اسنيم أن توفر لك ثوبا لائقا ولا تعليما لائقا وملايين أطنان الحديد تصدر يوميا عبر الشارع المغْبَر الذي تطل عليه نوافذ بيتكم الطيني المتهالك بِشُوم، بينما الآخرون ينعمون بها "مزارع ومحميات وقصورا".
أعتذر إليكِ لأن أطول قطار في العالم لم يحمل إليك قطُّ أحلاما، وعلى سعته لم يحمل إلى الوطن أحلامَك الصغيرة التي لا تتجاوز ثوبا لائقاً ودمية لطفلة صغيرة سرقنا خلال عشرية كل أحلامها وطفولتها.
ليتكِ لم تسمعي يوما شعاراتنا في الحرب على الفساد والانحياز للفقراء والمستضعفين، والثروات الهائلة التي كدسنا والعقارات التي سرقنا وملايين الدولارات التي من جيبك اختلسنا.
ليتنا يوم صنعنا من أبنائنا وبناتنا والحفدةِ مليارديرات ذكرناكِ ولو بفُتات "الرحمة" أو نصيب "الفقير الصابر".
أدركُ أن اعتذاري لن يفيدك في شيء، لكني أراه أضعف الإيمان.
لذلك أستجدي عفوكِ وأكرر للأبد اعتذاري.