كنت مارا من أمام السفارة الفرنسية بعد أن أوصلت أحد الممتحنين للباكالوريا، فانتبهت عن يميني فإذا المقر القديم لاتحاد القوى الديمقراطية/عهد جديد، فنزلت عن الشارع ووقفت أمام المقر، فمرت ذكريات وتوقفت عند أحداث وتطورات، تذكرت يوم كنت أقوم بمهام الأمين الدائم لاتحاد القوى الديمقراطية/عهد جديد، وكانت لدي ورقة أريد توقيع الرئيس إحمد ولد داداه عليها، ولما دخلت عليه، جاء أحدهم ليبلغنا أن الشرطة وصلت للمقر تريد اعتقال الرئيس، وكان من عادة الرئيس أحمد أن يدقق فيما يوقع من حيث المضمون ومن حيث الشكل، وبدأ بهدوء يقرأ في ورقتي ليوقعها لي ثم كان الإعتقال. تعرض الرئيس أحمد ولد داداه لظلم كثير، واعتقل أكثر من مرة، واستهدف في حزبه وحريته وسمعته، وكان يخرج كل مرة نظيفا نزيها لاشبهة تلاحقه، يتمتع الرئيس أحمد بصفات الوطنية والاستقامة والصلابة، هكذا عرفته، وبهذا أشهد، مرت عليه ظروف تهد أقوى الرجال فثبت، تعرض لتحديات واستهدافات تطيح بأصلب القادة فصبر واحتسب، أخلاقه ومعاملاته تكسبه الاحترام حتى من خصومه ومنافسيه، أحييه وأقدره.