متى يدرك الرئيس السابق أن تاريخ العلاقة بينه والرئيس الحالي أمر شخصي يخصهما، وأن اختصار البلد كله في علاقة بين اثنين أيا كانا أمر مرفوض ويشكل احتقارا واستخفافا بالشعب الموريتاني بتصويره قطيعا يساق أو رقما هامشيا لا وزن له في معادلة العلاقة بين اثنين.
متى يدرك الرئيس السابق أن خلفه ليس قاصرا، ولا يمكن أن يكون لعبة في يد "الإخوان" ولا الاصدقاء ولا حتى رفقاء السلاح، وأن قصة علاقتهما ( التي يستغل كل فرصة لسردها ) أثبتت عكس ذلك وأن الرجل استعصى على التطويع، وأثبتت أن "الإخوان" و"الاصدقاء" مازالوا عاجزين عن ترويضه، وأن التجربة أثبتت بأن حساباتهم معه غير دقيقة، وأن الاصدقاء يتعثرون دوما حين يتصورون الصداقة التزاما من طرف واحد، وحين لا يحسنون قراءة التاريخ وقواعد العلائق ومثلها وقيمها.
وأخيرا متى يدرك الرئيس السابق أن القضية تتلخص ببساطة في فساد يبدو أنه ساد حيناً من الدهر واستفحل وعلى وطغى وتجاوز كل حد، وأن الجميع مطالب - والسابق أولهم - بالتعاون مع القضاء ليسترد للموريتانيين ما نُهب من أموالهم دون استهداف ولا شطط، وحين يستعيد الشعب الموريتاني ما نهب من أمواله وثرواته، ساعتها - وأعده بذلك - سيكون لدينا الوقت الكافي للاستماع إليه في سرديات علاقته بصديقه، وتفاصيل التفاصيل من لقاءاته يوم كان رئيسا للجمهورية بالشيخ القرضاوي وجميل ولد منصور والمختار ولد محمد موسى وغيرهم من قادة "الإخوان".
الأستاذ سيدي محمد ولد محم