وأنا يافع شاركت في حملة إيفون رازاك، طبعا ضد الثائر أحمدو ولد حرمه فقد كانت السلطة آنذاك بيد الفرنسيس وأنا جبلت منذ نعومة أظافري على حب الحكومة أيا كانت، وكره المعارضة ولو كانت على حق..
بعد الاستقلال نشطت بقوة في صفوف حزب الشعب وكنت ضمن العناصر المدسوسة في حركة الكادحين.. كانت مهمتي أن أثبط همم شبابهم وأبث التفرقة بين صفوفهم، نجحت أيما نجاح وتمت مكافئتي وتعييني. بعد انقلاب العاشر يوليو كنت على رأس مسيرة التأييد والمساندة وذهبت إلى مباني الرئاسة ومنها إلى الإذاعة، حيث عبرت عن فرحي بسقوط نظام الفساد والمحسوبية، وبزوغ عهد جديد تطبعه المصالحة وخدمة الوطن والمواطن...
كنت من أطر الهياكل المرموقين، كنت صاحب خلايا مستيقظة وأخرى نائمة.. كنت ارفع التقارير وأبث الفتن.. إلى أن آذن فجر 12/12 المجيد فقطعت غصن شجرة خروب وركبت سيارتي أجوب شوارع المدينة فرحا بالانقلاب..
عايشت بلديات 1986 مع اللائحة الخضراء طبعا، ومع ميلاد الديمقراطية بداية التسعينات انخرطت في صفوف الحزب الجمهوري الذي كنت ضمن مؤسسيه. أحييت الخلايا وطبلت وبنيت الخيام..
استمر الحال على هذا المنوال إلى أن من الله علينا بقدوم المجلس العسكري، أبناء موريتانيا البررة قررو تخليصنا من النظام الغاشم، طبعا كنت من بين "المستقلين" ثم كنت عضوا مؤسسا لحزب عادل حتى صباح السادس أغسطس 2008، حيث كنت من بين القلائل الذين ساندو الحركة التصحيحية منذ البداية.
بطبيعة الحال شاركت في تأسيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وحصل لي من الشرف مالم أكن أحلم به، إذ كنت ضمن أول مبادرة مطالبة بمامورية ثالثة، كان ذلك في قصر المؤتمرات..
اليوم أتذكر هذا التاريخ الحافل وأنا أمشي نحو نفس القصر، قصر المؤتمرات.. كي أشارك في فعاليات تخليد ذكرى السنة الأولى من عهد الرئيس غزواني. عهد الرخاء والنماء والازدهار و و و... إلى آخر القائمة التي طالما كررتها، منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي إلى اليوم.
عندما يحيلون ألي المايكروفون سأقترح أن لا نكتفي بتخليد الذكرى السنوية لوصول الرئيس إلى سدة الحكم.. سأقترح أن نحتفل بهذه الذكرى على الأقل مرة كل شهر.. ارجو ان لا يسبقني أحدهم إلى هذا الاقتراح.
منقول