انتخابات ملوك المحاكم
__________________
استعرت هذه التسمية التي أطلقت على المحامين في فرنسا في إحدى محطات الشد و الجذب في تاريخ المهنة (les avocats sont les rois des tribunaux) للتعبير عن اللحظة الفارقة التي تمر بها تجربة المحامين الموريتانيين في استحقاقات 23 يوليو 2020.
فما هو نوع النقيب القائد الذي يناسب المرحلة؟
المرحلة تتطلب نقيبا من فلاذ أنفق زهرة عمره و شيبته في الدفاع عن المظلومين، نقيب قادر على مطاولة نقيب المحامين في فرنسا هنري روبير، الذي يقدس المحاماة و يعلو بها إلى الذرى حيث ينبغي أن تكون. سئل هنري ذات مرة هل كنت تتمنى أن تكون قاضيا بدل وقوفك أمامه؟ فأجاب:" القاضي رجل قانون لم يستطع الوقوف فجلس!! و إن كان القضاة يحاكمون البشر على مخالفتهم للقانون، فإنما المحامون يحاكمون أحكام القضاة ذاتها فيثبتون عوارها فإن قبلت الطعون تلغى الأحكام و تختفي.".
من الفارقات العجيبة في هذا المنكب البرزخي الاستثناء في كل شيء أن الأساتذة الجامعيون يتركون مراكز بحوثهم و إنتاجهم العلمي ليتفرغوا لغزو مهنة منحتهم كل ما لديها و يجالدون لسبيها! هل يمكن أن يتصور أن باحثا نحريرا لديه فائض من الوقت لمهنة تطوعية كنقيب المحامين؟! هل لدى أ.د.محمد محمود ولد محمد صالح أو لوكورمو عبدول الوقت الكافي لذلك؟! من المؤكد لا..فليس لدى هذان الباحثان وقت للرد على رسائل البريد الإلكتروني!
لكنننا أمام كتلة معقدة التشكل بنسب متفاوتة ففيها الدافع الحركي و القبلي و القليل من المهني.
تاريخ نقابات المحامين في فرنسا لم يشهد ترشح أستاذ جامعي مرسم في التعليم العالي لموقع نقيب المحامين، لأن اللباقة تقتضي ذلك، فلأساتذة التعليم العالي نقابتهم و المهنة بالنسبة لهم ترف، بينما هي بالنسبة للمهنيين خط الدفاع الأخير.
وحده (fėdėric ferry rarreau de nancy) كان أستاذا مشاركا بجامعة نانسي، لكنه ليس أستاذا مرسما في التعليم العالي، فاختار المحاماة و انتخب نقيبا لهيئة المحامين في نانسي.
_ البديل
خسر الإخوان المسلمون في موريتانيا نقابة التعليم العالي، و يحاولون جاهدين جعل النقابة الوطنية للمحامين الموريتانيين بديلا.
_ التخيير
لوح مكتب الهيئة الوطنية للمحامين بسن نص يخير الأساتذة الجامعيين بين الجامعة أو المحاماة، و هو أمر معمول به في أغلب بلدان العالم، و سيفتح فرص الاكتتاب في الهيئة أمام حملة الشهادات العاطلين عن العمل،فكان بداية التجييش الذي استغله الإسلاميون.
_ النفير
يعتقد بعض أساتذة الجامعة و المعاهد أن هاجس التخيير لا يمكن و أده إلا بالاستحواذ على نقيب المحامين، و هكذا تدق الطبول لانتزاع الهيئة على طريقة" جاه في عش كام إنش"!!.
المحامي: معمر محمد سالم.