حبيب الله ولد أحمد
رسالة من (ولدالطايع) إلى (السيسى)/ ( افتراضية)
سيادة الرئيس
هناك لحظات فارقة فى تاريخ الشعوب تحتاج عملا يصل حدود التهور أحيانا للدفاع عن الأرض والعرض والماء والمستقبل وهي لحظات تذوب فيها الخطب والبيانات والعنتريات وتكون البوصلة ففط نحو فعل كل ماهو متاح وفوق ماهو ممكن لصون الكرامة الوطنية
سيادة الرئيس
منطق التاريخ والجغرافيا والماء والتعايش العربي الافريقي يقول بوضوح إن سد النهضة جرة ماء يجب وبالتساوى أن يشرب منها الاثيوبي مع أخيه المصري والسوداني كبشر وليس كقطيع أول حيوان فيه يدفع راسه ليشرب ويغرز اظافره فى بقية رؤوس القطيع لتبتعد عنه
ويؤسفنى أن اثيوبيا اختارت أن تشرب على طريقة المثل الموريتاني الذى يقول إن الحمار يهمه فقط أن يشرب ولو انهار البئر بعده
سيادة الرئيس
قبل حوالى 20سنة عشت وأنا فى منصب رئاسة الجمهورية الإسلامية الموربتانية تجربة مماثلة اضعك فى صورتها عساك تستخلص منها بعض دروس تحتاجها اليوم بكل تأكيد
العام2000 صعد إلى الرئاسة فى جارتنا الجنوبية السنغال رجل معروف بالعداء لموريتانيا تحوم الشكوك فى دوره التحريضي على العرب الموريتانيين اثناء أحداث إبادتهم فى السنغال عام1989
كنت أعرف أنه يتربص بنا الدوائر وان وصوله للحكم نزع قسري ل( عتلة) تامين التعايش والاستقرار على صفتى النهر الذى يفصل بين بلدينا فلم يكن ثمة مايفصل بين الشعبين الوانا وديانة وثقافة مجتمعات
شعب واحد يفصل بينه نهر يضج بالحياة والتعايش
لم تخب فراستى فى (عبدالله واد) فشعاراته الإنتخابية كانت معادية لموريتانيا تصريحا وللعرب تلميحا
كنت واثقا أنه سيرتكب حماقة ويركب راسه الاصلع لايذاء موريتانيا وفاء لعنصريبن انتخبوه لذلك الغرض مع أنهم قلة مجهرية فالشعب السنغالي طيب مسالم وشغوف بالتعايش
لقد رتبت أمورى بوضوح لمواجهة صلف عجوز دكار المتصابى وكانت موريتانيا بالنسبة لى خطا أحمر سيادة ووحدة وماء وكرامة
سرعان ماعاد ( واد) لضلاله القديم منتفخ الاوداج مستعينا بتحالف جمع اسرائيل وكوريا والمغرب وفرنسا ليعلن إطلاق مشروع ارذل عمره ( الأحواض الجافة )
مشروع خلاصته تجفيف الضفة الموريتانية و( شفط) مياه النهر لإحياء عشرات الأحواض الجافة على الضفة السنغالية ببساطة يشرب السنغاليون ويزرعون ونذهب نحن إلى الجحيم
المال والمهندسون والاليات والحماية العسكرية كلها وضعت على الأرض فى انتظار قص شربط المشروع الرمزي من طرف العجوز مرتعش الأصابع
يومها كنت فى عزلة فباستثناء دول عربية قليلة كنت ارى ظهور الجميع وقداشاحوا عنى بوجوههم عكسا للسنغال الذى يتحالف مع معظم دول المنطقة واقوياء العالم
كنت اراقب العجوز بصمت وراء النهر يمضى قدما كقط منهك فى ضربنا تحت الحزام
ارسلت له رسالة مقتضبة فالموقف ليس مناسبا للصراخ
السيد واد امسح المشروع من دماغك
عندما تشرع فيه ساعتبره عدوانا على بلدى ومستقبله وساضطر لاستحدام الرصاص لإزالة معالمه
..... يتواصل